قال النسفي : إن المعنى لخلطنا و أشكلنا عليهم من أمره فأنهم يقولون إذا رأوا الملك في صورة الإنسان هذا إنسان و ليس بملك
قال السيوطي : شبهنا على أنفسهم بأن يقولوا ما هذا إلا بشر مثلكم.
قال ابن كثير : لألتبس عليهم الأمر كما يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشري.
أقول : إن القرآن الكريم يوضح أن جميع الرسل كانوا رجالاً و في الحديث أن جبريل (ع) كان يأتي إلى الرسول (ص) في صورة رجل معروف فهل في ذلك مدعاة للبس والخلط أو سبب للشبهة ؟
إن الآية توضح انه لا جدوى من إجابة طلبهم بإرسال ملك إليهم و ليس رسولاً بشرياً منهم لأنه لو أراد الله أن يرسل إليهم ملكاً سيرسله بصورة رجل و ينزل عليه من الوحي ما ينبغي تبليغه إليهم و هو الرسالة نفسها و الكتاب نفسه الذي يعرفونه لذلك فان قوله تعالى ( وللبسنا عليهم ما يلبسون ) بمعنى لأنزلنا عليهم ما يعلمون و هو القرآن. فاللبس في الأولى بمعنى نظام التشريع و في الثانية بمعنى العلم
(وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام: ١٣٧)
قال ابن كثير :(شركاؤهم ) شياطينهم يأمرونهم بأن يئدوا أولادهم.
و قال أيضا : و إنما كان ذلك كله من شرع الشيطان.
أقول : يفهم من هذه العبارة إن الضمير في ( دينهم ) يعود إلى الشياطين و ليس صحيحاً ما قاله النسفي أن دينهم هو ما كانوا عليه من دين إسماعيل حتى زلوا عنه إلى الشرك. و يترتب على ذلك أن قوله تعالى ( و ليلبسوا عليهم دينهم ) بمعنى ينزلوا عليهم و يشرعوا لهم شريعتهم الشيطانية فاللبس هنا أيضا بمعنى تنزيل الرسالة أي التشريع او الوحي.
٧ _ معنى الجزاء