أقول : أن الفسوق عمل يصدر عن النابز أي الطاعن فالاسم هنا بمعنى العمل أي( بئس العمل الفسوق بعد الإيمان) يؤيد ذلك قول السيوطي :( الفسوق بعد الإيمان ) بدل من الاسم.
٥ _معنى نظام المخلوقات
(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)(الواقعة: ٦٨-٧٤)
قال السيوطي :( باسم ) زائدة. و المعنى نزه ربك العظيم
قال ابن كثير : أي الذي بقدرته خلق هذه الأشياء المختلفة المتضادة
أقول : إن الآية فيها بيان لقدرة الخالق و لكن من مظاهر هذه القدرة النظام الذي بموجبه ينزل الماء عذباً من السماء تنبت به الأشجار ثم تتحول هذه الأشجار إلى حطب ووقود للنار فكان الماء سبباً في إيقاد النار فقوله تعالى ( فسبح باسم ربك العظيم) بمعنى قدس و نوّه بحكمة الخالق و النظام الذي وضعه لمخلوقاته.
٦ _ معنى نظام التشريع
(أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(لأعراف: من الآية٧١)
قال النسفي : أسماء ليس تحتها مسميات لأنكم تسمون الأصنام آلهة و هي خالية من معنى الألوهية
قال السيوطي :( أسماء سميتموها ) سميتم بها أصناما تعبدونها.
قال صاحب التنوير :( سميتموها ) جعلتموها أسماء لا جعلتم لها أسماء. أي أسماء خالية من المسميات وضعتموها.