أقول : يصعب تصور اسم لا يشير إلى مسمى معين و لو كان حجراً لا يضر و لا ينفع فلا يوجد اسم محض ليس تحته مسمى و أرى أن الاسم هنا بمعنى نظام التشريع فيكون المعنى : إن هي إلا شرائع واديان شرعتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. والسلطان هنا بمعنى الكتاب السماوي (راجع معاني السلطان ) وهذا التفسير يناسب قوله بعد ذلك ( فانتظروا) أي انتظروا السؤال يوم القيامة من أين جئتم بهذه الشرائع والأديان ؟
٧ _ معنى الجزاء
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(الأعلى: ١٤-١٥)
قال السيوطي :( ذكر اسم ربه ) مكبراً وصلى الصلوات الخمس
أقول : الاسم هنا بمعنى الجزاء. أي ذكر جزاء ربه في الحياة الأخرى وهو الجنة بقرينة قوله بعد ذلك ( بل تؤثرون الحياة الدنيا. والآخرة خير وأبقى )
الخاتمة
وأخيرا فقد تبين بالبرهان الذي تضمن سبعة عشر لفظاً من ألفاظ القرآن الكريم ثبوت المعاني السبعة أي الدلالات السبعة لألفاظ القرآن وليس هناك حاجة إلى التوسع إلى ألفاظ أخرى قد تعادل هذا العدد أو تزيد فأن ما ذكرناه يكفي في البرهان والإثبات.
لقد راعيت في كتابة الدلالات السبعة للألفاظ المتقدمة التسلسل العقلي والمنطقي فأن أول كل عمل هو العلم ثم الإرادة ثانياً ثم القوة أو القدرة وهي ثلاثة مقدمات لأي عمل من الأعمال ثم أن هذا العمل يخضع لنظام في خلقه ونشاطه ثم أن كل عمل لابد له من نتيجة وعاقبة لهذا كان معنى الجزاء خاتمة المعاني فهذه المعان السبعة متلازمة مع كل عمل لهذا قد يكون في اللفظ الواحد وفي الموضع الواحد دلالة على أكثر من معنى من هذه المعاني للتلازم بينها وهو ما يسمى بالمعاني الثواني أو طبقات المعاني