إن هذا البحث يقوم على هدف إثبات أن اللفظ القرآني يستعمل في الدلالة على سبعة معان وهي التي أوضحتها في المقدمة إضافة إلى المعاني اللغوية التي تختلف باختلاف الألفاظ. إن نظام الأحرف السبعة ليس فيه خروج على قواعد اللغة فقد كان من المعروف لدى العرب جواز استعمال اللفظ في ما وضع اللفظ له وكذلك في الدلالة على مقدماته وأسبابه وفي الدلالة على نتائجه وعواقبه وان المعاني السبعة لا تخرج عن ذلك. قال الراغب الاصفهاني في كتابه (المفردات في غريب القرآن). مادة (وقى). (والتقوى جعل النفس في وقاية مما يخاف، هذا تحقيقه، ثم يسمى الخوف تارةً تقوى، والتقوى خوفاً حسب تسمية مقتضى الشئ بمقتضيه والمقتضي بمقتضاه ). أقول إن هذا التوسع في استعمال اللفظ كان معروفاً لدى العرب في بعض الألفاظ وبشكل جزئي إلا انه اخذ مداه الواسع في لغة القرآن لذلك لم يستطع العرب أن ينكروا ذلك لأنه كان وفق قانون التعبير لديهم وهم بنفس الوقت لم يستطيعوا مجاراته ومعارضته لأنهم لم يمارسوا هذا التوسع في الاستعمال فهذا النظام في التعبير القرآني من أهم مظاهر الإعجاز البلاغي والبياني.
إن خطة هذا الكتاب بسيطة فقد اخترت مجموعة من الألفاظ ووضعت لكل لفظ فصلاً خاصاً به ذكرت فيه المعاني المشهورة في الاستعمال وفي معاجم اللغة ثم ذكرت المعاني السبعة حسب تسلسلها المنطقي وجئت بمثال أو أكثر لهذا المعنى من القرآن الكريم وما قيل في تفسيره مما وقع في يدي من كتب التفسير وقد كنت اذكر كلام المفسر كلما كان مؤيداً أو مقارباً لما أراه فأن لم أجد ذكرت قوله وناقشته.


الصفحة التالية
Icon