ربما يرد تساؤل عن كيفية معرفة المعنى المقصود من اللفظ. والجواب إن معنى اللفظ يرجع فيه إلى المعاجم اللغوية فأن لم يكن المعنى مقبولاً لعدم انسجامه مع سياق العبارة أو لتناقضه مع نصوص أخرى فهو يعود إلى احد المعاني السبعة ويتحدد هذا المعنى بملاحظة حروف المعاني المقترنة باللفظ أو ملاحظة بناء اللفظ وصيغته فان لكل صيغة معنى أو أكثر وباختصار فان ملاحظة قرائن الحال والمقال تحدد المعنى المقصود كما هو معروف، وأخيرا فأن العقل والمنطق أساس في فهم معنى الخطاب فأن ملاحظة الترتيب المنطقي للمعاني تحدد المعنى المقصود من اللفظ.
الفصل الأول: في معنى الجعل
أولا : معاني الجعل في اللغة
١- جعل : بمعنى وضع وصيرّ
()فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ)(يوسف: من الآية٧٠)
قال ابن كثير : أمر بعض فتيانه أن يضع السقاية وهي إناء من فضة في قول الأكثرين
٢-جعل بمعنى عين وحدد
كما في قوله تعالى )وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدا) ً(الكهف: ٥٩ )
قال ابن كثير : جعلناه إلى مدة معلومة ووقت معين.
٣- جعل بمعنى بدأ وشرع
)لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً )(النور: من ألآية ٦٣)
قال السيوطي : بان تقولوا يا محمد بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله.
ثانياً : المعاني السبعة في القرآن
١- معنى العلم
قال تعالى )قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً)(الجن: ٢٥)
قال ابن كثير : انه لاعلم له بوقت الساعة ولا يدري أقريب وقتها أم بعيد.
قال السيوطي :(أمدا ) غايةً وأجلا لا يعلمه إلا هو
أقول : فالمعنى إذن أقريب ما توعدون أم يعلم له ربي أمدا.
٢- معنى الإرادة
قال تعالى () ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(آل عمران: من الآية٦١)