بين الإسلام الرباني والإسلام الأمريكاني
كتب سيد قطب - يرحمه الله - تحت عنوان إسلام أمريكاني، منذ ما يزيد عن خمسين عامًا، مقالاً بيَّن فيه أن الأمريكان وحلفاءهم مهتمون بالإسلام في تلك الأيام، لأنهم في حاجة إليه ليحقق لهم مآربهم في المنطقة.
والدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي واحد من الدارسين المهتمين بفكر سيد قطب، فقد أصدر العديد من الدراسات حوله وحول فكره منها: سيد قطب الشهيد الحي، نظرية التصوير الفني عند سيد قطب، أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب، مدخل إلى ظلال القرآن، المنهج الحركي في ظلال القرآن، في ظلال القرآن في الميزان.
وقد لفتت إشارات سيد قطب الموفقة عن أمريكا نظر الخالدي، فاهتم بالموضوع وأصدر كتابه تحت عنوان (بين الإسلام الرباني والإسلام الأمريكاني).
أكد الخالدي في كتابه أن الإسلام الرباني هو الإسلام المتمثل في رسالة رسول الله محمد - ﷺ - التي تقوم على القرآن العظيم، وما صحَّ من حديث رسول الله - ﷺ - وهو نظام الحياة الشامل، الذي ينظم كل أمور الحياة، ويقدم حقائقه ومقرراته وتوجيهاته في كل الجوانب والمجالات، الفردية والجماعية، والسياسية والاجتماعية، والأخلاقية والاقتصادية، والداخلية والخارجية.
والإسلام الرباني هو إسلام العقيدة والعبادة، وإسلام الأخلاق والتزكية، وإسلام الفرد والجماعة، وإسلام المدنية والحضارة، وإسلام المعرفة والثقافة، وإسلام التجارة والصناعة، وفهم سلف الأمة، وبيان العلماء الربانيين.
أما الإسلام الأمريكاني فهو الفهم المحرف والمشوه للإسلام، الذي يريد الأمريكان تسويقه في بلاد المسلمين، ونشره بينهم، وهو نتاج العقلية الأمريكية المحاربة للإسلام الرباني، المتآمرة عليه، والطامعة في بلاد وثروات المسلمين، وهو ليس له من الإسلام الصحيح إلا اسمه، بينما يخالفه في روحه وحقيقته.


الصفحة التالية
Icon