لماذا قال الكفار عن القرآن أساطير الأولين ؟
«وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا : قَدْ سَمِعْنا! لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا! إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ»..
ذكر ابن كثير في التفسير - نقلا عن سعيد بن جبير والسدي وابن جريج وغيرهم - أن القائل لذلك هو النضر ابن الحارث قال :«فإنه - لعنه اللّه - كان قد ذهب إلى بلاد فارس، وتعلم من أخبار ملوكهم رستم وإسفنديار ولما قدم وجد رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - قد بعثه اللّه وهو يتلو على الناس القرآن. فكان - عليه الصلاة والسلام - إذا قام من مجلس جلس فيه النضر فحدثهم من أخبار أولئك ثم يقول : باللّه أينا أحسن قصصا؟
أنا أو محمد؟ ولهذا لما أمكن اللّه تعالى فيه يوم بدر ووقع في الأسارى، أمر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن تضرب رقبته صبرا بين يديه، ففعل ذلك والحمد للّه. وكان الذي أسره المقداد بن الأسود رضي اللّه عنه..
كما قال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير قال : قتل النبي - صلى اللّه عليه وسلم - يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط، وطعيمة بن عدي، والنضر بن الحارث. وكان المقداد أسر النضر، فلما أمر بقتله قال المقداد : يا رسول اللّه، أسيري! فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - :«إنه كان يقول في كتاب اللّه عز وجل ما يقول». فأمر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بقتله، فقال المقداد : يا رسول اللّه، أسيري! فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - :«اللهم أغن المقداد من فضلك». فقال المقداد : هذا الذي أردت! قال : وفيه أنزلت هذه الآية :«وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا : قَدْ سَمِعْنا، لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا، إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ».. ولقد تكررت في القرآن حكاية قول المشركين عن القرآن : إنه أساطير الأولين :«وقالوا : أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا».. وما كان هذا القول إلا حلقة من سلسلة المناورات التي كانوا يحاولون أن