عَن قَولِهِ سُبحانه ؟ والرَّاسِخُون ؟... فالجُلُّ قالَ : الواو فيه قد تكون
والبَعضُ قال :
وفيه آيٌ تجمعُ القِسمينِ بِآلِ عِمرانَ الدّليل العَينِي (١)
والحقُّ أنَّ الكُلَّ لا يُعارَضُ والجَمعُ خيرُ ما يكونُ يُعرَضُ
فالكُلُّ فيه مُحكمُ الإِتقانِ فصاحةً بالَّلفظِ والمعاني
وَالكُلُّ يُبدي تارَةً تَشابُها مِثلُ الَّتِي لِمُحكَمٍ قُلنا بِها
أمَّا الذي يَحوي كِلا الأَمرَينِ فَهْوَ اختِلافٌ جاءَ في القَولَينِ
موضوعَةً في مَوقِعِ استِئنافِ عليهِ فالتَّوجيهِ غيرُ خافِ
الواوُ أصلاً عاطِفَهْ قَد يعلَمُ التَّأويلَ نَفسٌ عارِفَهْ
الْمُتَاشابِهُ فِي آياتِ الصِّفاتِ
وحَقِّقِ الْمَقُولَ في الصِّفاتِ فإنَّما التَّفصيلُ فيهِ يَاْتِي
أَطلِقْ تَشابُهاً على الكَيْفِيَّةِ ولْتَعلَمِ الْمَعنَى بِلا بِدعِيَّةِ
كَقَولِ مالكٍ في الاستِواءِ وهاكَذا فَقِسْ على السَّواءِ (٢)
الإِعْجازُ فِي القُرآنِ
أُنْبِيكَ ماذا قِيلَ في الإِعجازِ في جُملَةِ القُرآنِ بالإِيجازِ
تَنَوَّعَت أَقوالُهُم في أوجُهِ إعجازِهِ والحَقُّ للمُستَنبِهِ
(١) يعني قوله عَزَّ وَجَلَّ : ؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ؟ (آل عمران : ٧).
(٢) يُشيرُ إلى قول الإمام مالك بن أنسٍ - رحمه الله - في الاستواءِ :( الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة ).


الصفحة التالية
Icon