وَرَجِّحَ الجُمهورُ في التَّنْزيلِ... (إِقْرَأْ) بِما يَبِينُ مِن دَليلِ (١)
وهاكَذا الخُلفُ على الأَواخِرِ... مِن كُلِّ سابِقٍ مَضَى وَغابِرِ (٢)
فَقَدِّمِ البَعضَ بِغَيرِ مَيْنِ... بَعد الرِّبا وَقَبل آيِ الدَّيْنِ (٣)
الْمَكِّي والْمَدَنِي
قُرآنُنا الْمَكِّيُّ ثُمَّ الْمَدَنِي... مُرادُ ذَينِ ظاهرٌ للمُعتَنِي
وفي اختِلافِ ما هُوَ الْمُرادُ... هلِ الْمَكانُ أَصلُهُ يُرادُ
أَو أَنَّ ما يُرادُ في الزَّمانِ... دُونَ اعتِدادِ حالَةِ الْمَكانِ
وَبَعضُهُم يَقُولُ : إِنَّ الْمُعتَبَر... بِحالَةِ الْمُخاطَبينَ في البَشَر
كَأَنْ يُنادَى بَعضُهُم بِـ(النَّاسِ)... فَذاكَ لِلمَكِّيِّ مِن أساسِ
وبالَّذينَ آمَنُوا للمَدَنِيْ... ورُجِّحَ الزَّمانُ عندَ الْمُتقِنِ
والأَصلُ في الزَّمانِ وَقتُ الهِجرَةِ... عَلامَةً للفَرقِ عِندَ الكَثْرَةِ
وَحَدَّدُوا مِن سُوَرِ المَدينَهْ... عِشرينَ سُورَةً لَنا مُبِينَهْ
كَـ(البَقَرَهْ) و(آلِ عِمرانَ) (النِّسا)... و(المائِدَه) لِمَنْ وَعا وما أسَا
(أنفالِ) (تَوبَةٍ) كَذاكَ (النُّورِ)... (مُحَمَّدٍ) (أَحزابٍ) مَعْ مُرورِ
بِـ(الفَتحِ) و(الحَديدِ) ثُمَّ (قَد سَمِعْ)... وَ(لا تَقَدَّمُوا) (التَّحريمِ) فاسْتَمِعْ
(٢) قولُهُ (غابر) ؛ هيَ من الأَضدادِ، تأتي بمعنَى : بَقِي، وبمعنى : مَضَى. والمرادُ هُنا الأَوَّلُ.
(٣) أي : رجَّحَ جماعَةٌ أَنَّ آخِرَ ما نزلَ منَ القُرآنِ ؛ هي الآيَة التي في البَقرة بعدَ آيَة الرِّبا وقَبلَ آيَة الدَّينِ ؛ وهي قوله عَزَّ وَجَلَّ : ؟ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ؟ (البقرة : ٢٨١).