فَإِن لحقهن تَنْوِين جعلت علامته مَعَ الْحَرَكَة نقطتين فَوق الْحَرْف فِي حَال النصب وَتَحْته فِي حَال الْخَفْض وامامه فِي حَال الرّفْع وَجعلت الجرة ابدا مَعَ ذَلِك تَحت ألف الْوَصْل لَان التَّنْوِين يكسر فِي ذَلِك لاجل سكونه وَسُكُون مَا بعد الالف وَذَلِكَ نَحْو قَوْله ﴿رحِيما النَّبِي﴾ و ﴿حسيبا الله﴾ و ﴿مريب الَّذِي﴾ و ﴿بِغُلَام اسْمه﴾ ﴿حَكِيم الطَّلَاق﴾ و ﴿حَكِيم انفروا﴾ وَشبهه
وَهَذَا مَا لم يَأْتِ بعد السَّاكِن الَّذِي اجتلبت همزَة الْوَصْل للابتداء بِهِ ضمة لَازِمَة فَإِن اتت بعده فالقراء مُخْتَلفُونَ فِي تَحْرِيك التَّنْوِين قبل السَّاكِن فِي ذَلِك فَمنهمْ من يكسرهُ للساكنين كَسَائِر مَا تقدم وَمِنْهُم من يضمه اتبَاعا للضمة الَّتِي بعد السَّاكِن وَدلَالَة على ان الف الْوَصْل الفاصلة بَينهمَا فِي الْخط تبتدأ بِالضَّمِّ لَا غير وَذَلِكَ نَحْو قَوْله ﴿فتيلا انْظُر﴾ و ﴿مُبين اقْتُلُوا﴾ و ﴿عُيُون ادخلوها﴾ وَشبهه فعلى مَذْهَب من كسر تجْعَل الجرة تَحت الالف كَمَا تقدم وعَلى مَذْهَب من ضم تجْعَل فِي وَسطهَا ليدل بذلك على المذهبين من الْكسر وَالضَّم
واهل النقط يسمون هَذِه الجرة صلَة لَان الْكَلَام الَّذِي قبل الالف الَّتِي هِيَ علامته يُوصل بِالَّذِي بعده فيتصلان وَتذهب هِيَ من اللَّفْظ بذلك