و) الإشارة إلى نعمة العلم، وأنها الأساس للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد ختمت تلك الآيات بكلمة جاءت كآخر كلمة قبل آية ﴿ولتكن..﴾ وهي: ﴿... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾، وهي نعمة أخرى حيث يبين لهم من الآيات ما تحصل به الهداية التي تؤهلكم للاهتداء الدائم المستمر، وهي نعمة التعليم والإرشاد وإيضاح الحقائق حتى تكتمل عقولهم ويتبنوا ما فيها من صلاح(١)، وبهذا الاهتداء لن يعودوا إلى شيء من أعمال الجاهلية، ولن تتحكم فيهم الأهواء فيضلوا في دينهم(٢)، أو يكون حالهم مثل حال أهل الكتاب الذين كفروا بالله، ولم ينتهوا عن ذلك؛ بل تجاوزوه إلى الصد عن سبيل الله تعالى بكل الطرق والوسائل، بل سيكون حالهم مخالفًا لذلك تمامًا؛ من خلال الإيمان بالله ثم الدعوة إلى الخير والهدى، والقيام بالشعيرة العظيمة التي جاءت في الآية التالية وهي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ الهداية تحصل بمعرفة الحق والعمل به(٣)، ومن أهم مفردات العمل بالحق الدعوة إليه، وبيانه للآخرين؛ ليكون واضحًا لديهم غير ملتبس، وهذا ما جاء الأمر به في الآية التالية مباشرة في الأمر به.

(١) …انظر: تفسير التحرير والتنوير، ابن عاشور: (٣/٣٦).
(٢) …انظر: صفوة التفاسير، عبدالرحمن الدوسري: (٤/٢٥٥).
(٣) …تيسير الكريم المنان، ابن سعدي: ص(١٤٢).


الصفحة التالية
Icon