الجانب الأول: أن هذا الاحترام والإجلال والحب القلبي الصادق، النابع من حب الناس لكتاب الله تعالى؛ يجعل حملة القرآن محل قبول لدى الناس، إذ يقبلون منهم من التوجيه والإرشاد ما قد لا يقبلونه من غيرهم، وهذا يحملهم مسؤولية في وجوب قيامهم بالدعوة والإرشاد لمن زلت به قدم، أو انحرف به مسلك، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
الجانب الثاني: هو أن هذه المحبة و التقدير تجعل الأعين متجهة إليهم؛ تقلدهم في أفعالهم وتصرفاتهم، وحركاتهم وسكناتهم، وهذا أمر مشاهد ومعلوم، ولا ينبغي لحامل القرآن الغفلة عنه، ويجب عليه إزاءه الحذر والتحرز فيما يأتي وما يذر.
المراد مما سبق أن لهذه الكوكبة النيرة مكانة عزيزة في قلوب الناس؛ يجب استثمارها وتفعيلها في خدمة المجتمع الذي يقيمون فيه، والذي يمثلون فيه الشيء الكثير، فهم من بُناته ومؤسسيه وموجهيه، ولعل من أهم تطبيقات الواجب الدعوي المتمثلة في الأدوار التي يمكن أن يقوم بها حملة القرآن الكريم في خدمة مجتمعهم ما يلي:


الصفحة التالية
Icon