أولاً: مواصلة تدبر القرآن الكريم، والمحاولة الجادة لفهم معانيه ومراميه، فالأصل في من يتعلم كتاب الله ويسعى في حفظه أن ينتهج منهج الصحابة - رضي الله عنهم - في ذلك، فقد كانوا يتعلمون من رسول الله - ﷺ - العشر آيات فلا يتجاوزوها إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه العشر من العلم والعمل، ولأجل ذلك جمعوا بين العلم والعمل(١)، وإذا تعذر هذا المنهج فليس أقل من الحذر البالغ من المنهج المضاد الذي حدث عنه ابن عمر رضي الله عنهما بقوله: (( ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما أمره وزاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه )) (٢)، فهذا المنهج خطير للغاية وهو من أكبر أسباب الخلل الحاصل في المجتمعات الإسلامية، إذ الخلل ينتقل من الطبقات الأعلى إلى ما دونها، وهذا أمر معلوم ومشاهد.

(١) …زاد المسير في علم التفسير، ابن الجوزي: (١/٤) (ط٣، ١٤٠٤هـ، المكتب الإسلامي، بيروت).
(٢) …الدر المنثور، عبدالرحمن السيوطي: (٢/٦٩) (ط د، ١٩٩٣م، دار الفكر، بيروت).


الصفحة التالية
Icon