ثالثاً: من أهم الأدوار التي يمارسها حامل القرآن في مجتمعه دعوته إلى العناية بكتاب الله تعالى، والحث على حفظه وتعلمه، فهو مسلم منّ الله عليه بهذه النعمة الجليلة، فوجب عليه أن يسعى لتعم بين المسلمين؛ فهو يحثهم على العناية بكتاب الله تعالى؛ من خلال اللقاءات الفردية، بين جيرانه وإخوانه، وأسرته وأقاربه، كما لابدّ أن يعنى بالسالكين أول الطريق في حفظ القرآن الكريم، يوصيهم بالصبر على ما قد يعرض لهم من مشقة، ويدلهم على السبل المعينة على حفظ القرآن ومراجعته، مما يكون فيه دعم لهم، وتأييد لمسلكهم؛ الأمر الذي يساعدهم في الصبر على ما قد يعرض لهم من مشاقّ في هذا السبيل، لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه المشغلات والملهيات؛ التي تلهي الكبير والصغير، والرجل والمرأة، عن كتاب ربهم، مما يجعل الجميع في أمس الحاجة للدعم والمساعدة في هذا الباب.
ولعلّ من أهم الخطوات العملية في هذا الباب بعد التواصي بهذا الأمر مع المحيطين به من أقاربه وجيرانه وغيرهم؛ التعاون مع القائمين بهذه المهمّة الجليلة في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، واحتساب الأجر في ذلك، ومنها حثّ المتبرعين على دعم هذه الجمعيات الخيرية؛ وإيضاح دورها الفاعل في خدمة المجتمع، والحفاظ على إيمانه، ودورها المهم في الإسهام في إخراج الجيل القرآني الذي ينشأ على تلقي كتاب الله وتعلّمه، إلى غير ذلك من الأدوار المهمّة، ولقد جاء في الحديث الصحيح عنه - ﷺ - أنه قال: (( من دل على خير فله مثل أجر ما فاعله )) (١).