رابعاً: تدريس القرآن الكريم وإقراؤه للناس ومساعدتهم على حفظه، وهذا من أهم وأعظم الأدوار التي ينهض بها حملة القرآن الكريم؛ إذ الواجب على من منّ الله عليهم بحفظ كتابه وإتقانه؛ أن يسعوا في إيصال هذا الخير للآخرين، فيقوموا بتعليمه لغيرهم، وقد جاء في حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - المشهور قوله - ﷺ -: (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) (١)، وهذا الحديث العظيم رتب النبي - ﷺ - صفة عظيمة على تعلم القرآن ومن ثم تعليمه، والمعنى أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن لا في غيره؛ إذ خير الكلام كلام الله، فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به، والمراد: خير المتعلمين من يعلم غيره لا من يقتصر على نفسه(٢).
وحامل القرآن إذا بخل بهذا الخير الذي منحه الله إياه فتعلم ولم يعلم، فَقَدَ الخيرية التي جعلها رسول الله - ﷺ - لمن علم غير القرآن الكريم.

(١) …صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري: (٤/١٩١٩) ح(٤٧٣٩) (ط٣، ١٤٠٧هـ، تحقيق: د. مصطفى البغا، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت).
(٢) …فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبدالرؤوف المناوي: (٣/٤٩٩) ح(٤١١١) (ط١، ١٣٥٦هـ، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة).


الصفحة التالية
Icon