هم بحثوا عن زلّتي فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وقال الأسنوي : كان إمام زمانه في علم النحو، إماماً في اللغة، عارفاً بالقراءات والحديث، شاعراً مجيداً، صادق اللهجة، كثير الإتقان والاستحضار، شافعياً لكنه يميل إلى الظاهر ويصرح به أحياناً.
قال فيه الصفدي :
سلطان علم النحو أستاذنا الشيخ أثير الدين حبرُ الأنام
فلا تقل زيد وعمرو فما في النحو معه لسواه كلام
وقد مدحه كثير من الشعراء والكبار الفضلاء، فمنهم القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:
قد قلت لما أن سمعت مباحثا في الذات قررها أجلُّ مفيد
هذا أبو حيان، قلت: صدقتم وبررتم هذا هو التوحيدي
وكان قد جاء يوماً الى بيت الشيخ صدر الدين بن الوكيل فلم يجده، فكتب بالجص على مصراع الباب، فلما رأى ابن الوكيل ذلك قال:
قالوا أبو حيان غير مدافع ملك النحاة، فقلت: بالإجماع
اسم الملوك على النقود وإنني شاهدت كُنيته على المصراع
ومدحه شرف الدين بن الوحيد بقصيدة مطوّلة، أولها:
إليك أبا حيان أعملت أينقي وملت الى حيث الركائب تلتقي
دعاني إليك الفضل فانقدت طائعاً ولبّيت أحدوها بلفظي المصدّق
ومدحه نجم الدين إسحاق بن ألمى التركي، وسأله تكملة شرح التسهيل، وأرسلها إليه من
دمشق، وأولها:
تبدّى فقلنا وجهه فلق الصبح يلوح لنا من حالك الشعر في جنح
منها:
بدأت بأمر تمم الله قصده وكمّله باليمن فيه وبالنُجح
وسهلت تسهيل الفوائد محسنا فكُن شارحاً صدري بتكملة الشرح
ومدحه مجير الدين عمر بن اللمطي بقصيدة، أولها:
يا شيخ أهل الأدب الباهر من ناظم يُلفى ومن ناثر
ومدحه نجم الدين يحيى الإسكندري بقصيد، أولها:
ضيف ألمّ بنا من أبرع الناس لا ناقض عهد أيامي ولا ناس
عارٍمن الكِبر والأدناس ذو ترف لكنه من سرابيل العلا كاس
ومدحه نجم الدين الطوفي بقصيدتين، أول الأولى:
أتراه بعد هجران يصل ويرى في ثوب وصل مبتدِلْ
قمر جار على أحلامنا إذ تولاها بقدّ معتدلْ
وأول الثانية:


الصفحة التالية
Icon