…ولقد ارتبط المفهوم التقليدي لجودة التعليم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعمليات الفحص والرفض والتركيز على الاختبارات دون مراجعة القدرات والمهارات والسلوكيات، لذلك تحول هذا المفهوم التقليدي للجودة في التعليم في الجمعيات إلى مفهوم توكيد جودة التعليم في الجمعيات الخيرية والذي يستند بالدرجة الأولي على ضرورة اختيار معدلات نمطية للأداء وبناء منظومات لإدارة الجودة للتعليم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومع صعوبات التطبيق ظهرت أهمية بالغة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم الخيري والتي تحتاج مشاركة من الجميع لضمان البقاء والاستمرارية للمؤسسات الخيرية وهو أسلوب لتحسين الأداء بكفاءة أفضل.
فجودة التعليم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تعني مقدرة مجموع خصائص ومميزات المنتج التعليمي على تلبية متطلبات الطالب، وسوق العمل والمجتمع وكافة الجهات الداخلية والخارجية المنتفعة، إننا نعرف جيداً أن تحقيق جودة التعليم يتطلب توجيه كل الموارد البشرية والسياسات والنظم والمناهج والعمليات والبنية التحتية من أجل خلق ظروف مواتية للابتكار والإبداع في ضمان تلبية المنتج التعليمي للمتطلبات التي تهيئ الطالب والطالبة لبلوغ المستوي الذي نسعى جميعاً لبلوغه.
إن ثقافة الجودة وبرامجها تؤدى إلى اشتراك هذه الجمعيات وكل فرد وإدارة ومركز وحدة علمية وطالب وطالبة وكل معلم ومعلمة ليصبحوا جزءاً من هذا البرنامج، وبالتالي فإن الجودة هي القوة الدافعة المطلوبة لدفع نظام التعليم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بشكل فعال لتحقق أهدافها ورسالتها المنوطة بها من قبل المجتمع والأطراف العديدة ذات الاهتمام بالتعليم الخيري.