قيل : من ولد قي زمانه ](١)، وقيل(٢): من ولد في زمانه وبلّغ في زمانه، وقيل : من رآه ولو مرّة واحدة، وقيل : من روى عنه ولو حديثا واحدا، وقيل : من رآه وطالت صحبته معه، [ وقيل : من رآه وروى عنه وطالت صحبته معه ](٣)، وقيل كل من غزا معه غزوة أوغزوتين وقعد معه سنة أو سنتين، قاله سعيد بن المسيب(٤) - رضي الله عنه -، وقيل : أصحابه هم الملازمون له المهتدون بهديه [حتى](٥)فاضت عليهم أنواره، وظهرت عليهم بركته وأسراره - ﷺ -. قاله شهاب الدين [ - رضي الله عنه - ](٦).
قوله :(( الأعلام )) نعت لصحبه، معناه : المشاهير، مفرده علم، كقولك :"بصر وأبصار"، "وخبر وأخبار"، "وقلم وأقلام"، "وقدم وأقدام"، وسُمي الصحابة بالأعلام، لشهرتهم - رضي الله عنهم -، كما سُمي علم الثوب، وعلم الجيش، وعلم الأمير، والرجل المعظم بالعلم، لشهرة ذلك.
ومنه تسمية الجبل بالعلم لشهرته، ومنه قوله تعالى :﴿ وَمِنْ ءَايَاتِهِ الْجَوَار؟ِ فِي الْبَحْرِ كَالاْعْلاَمِ ﴾(٧)، وقوله تعالى :﴿ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالاْعْلامِ ﴾(٨)أي كالجبال.
(٢) انظر الإصابة، ١ : ٩.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٤) هو أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي
المدني، وردت الرواية عنه في حروف القرآن، قرأ على ابن عباس وأبي هريرة، وروى عن عمر وعثمان
وقرأ عليه محمد بن مسلم الزهري. توفي سنة ٩٤ هـ.
انظر : غاية النهاية ١ : ٣٠٨، رقم ١٣٥٤، وفيات الأعيان، ٢ : ٣٧٥، ٢٦٢، شذرات الذهب، ١ : ١٠٢.
(٥) ساقطة من :" جـ ".
(٦) ما بين المعقوفين سقط من :" ز ".
(٧) سورة الشورى، الآية ٣٠.
(٨) سورة الرحمن، الآية ٢٢.