٩] وَبَعْدَهُ جَرَّدهُ الإِمَامُ **** فِي مُصْحَفٍ لِيَقْتَدِي الأَنَامُ
لمّا ذكر الناظم الجمع الأول وهو جمع أبي بكر الصّدّيق - رضي الله عنه -، أراد أن يذكر الجمع الثاني وهو جمع عثمان[ بن عفان](١) - رضي الله عنه - واسمه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وكنيته أبو عمر، وقيل أبو عبد الله، واجتمع مع النبي - ﷺ - في عبد مناف، وولي الخلافة بعد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإجماع الصحابة واجتهادهم - رضي الله عنهم -، ومدة خلافته اثنا عشر سنة، وعمره(٢)ثمانون سنة، وقيل اثنتان وثمانون سنة، وقيل أربع وثمانون، وقيل ست وثمانون سنة، وقيل ثمانية وثمانون. ولقبه النبي - عليه السلام - بـ "ذي النورين"، لأنه تزوج بنتي النبي - عليه السلام - وهو المراد بقول الناظم :(( الإمام )).
والإمامة على قسمين : إمامة كبرى، وهي إمامة الخلافة، وإمامة صغرى، وهي إمامة الصلاة، والإمامتان مجتمعتان في عثمان - رضي الله عنه -.
والإمامة لغة : كل ما يُقتدى به، ولذلك سمي إبراهيم - عليه السلام - إماما في قوله تعالى :﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ﴾(٣)، أي يُقتدى بك.
وسُمي الكتاب إماما ؛ لأنه يُقتدى بما فيه، قال تعالى :﴿ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾(٤)، أي بكتابهم الذي جُمعت فيه أعمالهم.
وسُمي اللوح المحفوظ إماما ؛ لأنه يُقتدى بما فيه، قال تعالى :﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾(٥)، وهو اللوح المحفوظ.
وسُمي الطريق إماما، لأنه يُقتدى به، قال تعالى :﴿ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ ﴾(٦)، أي بطريق واضح.

(١) ساقطة من :" جـ ".
(٢) في جـ :" ومدة عمره ".
(٣) سورة البقرة، من الآية ١٢٣.
(٤) سورة الإسراء، من الآية ٧١.
(٥) سورة يس، من الآية ١١.
(٦) سورة الحجر، من الآية ٧٩.


الصفحة التالية
Icon