- رضي الله عنهم -، ونفاه الأكثرون لنا : أن المشكاة هندية(١)، وإستبرق وسجيل فارسية، وقسطاس رومية.
قولهم :"اتفقت فيه اللغتان"، كالصابون والتنور بعيد، وإجماع أهل العربية على أن نحو :﴿ إِبْرَاهِيمَ ﴾ منع من الصرف للعجمة والتعريف، يوضحه المخالف ما ذكره في الشرعية(٢)، وبقوله: ﴿ ءَا اعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ﴾، فنهى(٣)أن يكون متنوعا.
وأجيب : بأن المعنى من السياق، أكلام أعجمي، ومخاطب عربي، لا يفهمه وهم يفهمونه(٤)؟، ولو سلم نفى التنويع، فالمعنى أعجمي لا يفهمه ".
السؤال الثامن عشر : لماذا نزل القرآن بلغات عديدة من لغات العرب؟، وهل لا نزل بلغة واحدة منها ؟
فإنما ذلك : لأجل التسهيل والتيسير(٥)، لأنه لو نزل بلغة واحدة من لغات العرب لكان في ذلك مشقة عظيمة ؛ لأن لغات العرب متعددة لا واحدة، ولأجل هذا قال محمد بن قتيبة في كتاب تأويل المشكل(٦): وكل هذه الحروف كلام الله - عز وجل - نزل بها الروح الأمين على رسول الله - ﷺ -، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان، بما اجتمع عنده من القرآن فيحدث [الله](٧)إليه من ذلك ما يشاء، [ وينسخ ما يشاء](٨)، وييسّر على عباده ما يشاء. فكان من تيسيره : أن أمره بأن يُقرئ كل قوم بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم.
فالهذلي يقرأ :( عتى حِينٍ )(٩)،

(١) زاد في ز :" والسندس ".
(٢) في جـ :" ما ذكر في الشرعية ".
(٣) في جـ، ز :" فنفى ".
(٤) ١٠) في جـ :" يفهمونها ".
(٥) انظر مناهل العرفان، ١ : ١٤٥، النشر، ١ : ٢٢.
(٦) انظر تأويل مشكل القرآن، ص ٣٢.
(٧) ساقطة من :" جـ ".
(٨) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٩) في سورة المؤمنون، من الآية ٥٥، وغيرها.
وفي ز :" فالهذيلي ".


الصفحة التالية
Icon