فلنرجع إلى كلام الناظم، فقوله :(( وبعده جرده الإمام )) البيت تقدّم معناه.
الإعراب :(( وبعده )) حرف عطف وظرف مخفوض به، العامل في الظرف جرده، قوله :(( جرده )) فعل ماض ومفعول، (( الإمام )) فاعل، (( في مصحف )) جار ومجرور متعلق بجرده، (( ليقتدي )) ناصب ومنصوب، حذفت فتحة الياء للوزن، وقد تقدّم، والعامل في اللام في قوله :(( ليقتدي )) إذ هي لام الجر في الأصل هو (( جرده )). (( الإمام )) فاعل. ثم قال :
[١٠] َوَلا يَكُونَ بَعْدَهُ اضْطِرَابُ **** وَكَانَ فِيمَا قَدْ رَءَا صَوَابُ
قوله :(( ولا يكون )) يصح نصبه عطفا على قوله :(( ليقتدي الأنام ))، تقديره : ليقتدي الأنام وينتفي الاضطراب، ويصح رفعه على الاستئناف.
والضمير في قوله :(( بعده )) عائد على التجريد الذي دلّ عليه قوله في البيت قبله(( جرّده ))، تقديره : ولا يكون بعد التجريد المذكور اضطراب.
والاضطراب : هو الاختلاف وهو ضد الاتفاق، والاضطراب : افتعال من الضرب في الأرض، وهو السير فيها، قال الله تعالى :﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ ﴾(١).
ووجه المناسبة بين الاختلاف في القول والضرب في الأرض : أن كل واحد منهما فيه الانتقال، لأن الضرب في الأرض : هو الانتقال من مكان إلى مكان، والاضطراب في القول : هو انتقال من قول إلى قول.
ومنه قولك :"اضطرب قول فلان في هذه المسألة"، تريد أنه لم يثبت على قول واحد فيها، بل قال فيها قولا، ثم انتقل(٢)إلى قول آخر.
(٢) زاد في جـ :" عنه ".