وأما إذا جعلنا (( إذ )) بمعنى الحين والوقت، فلا تعليل فيه، وإنما هو بمجرد الحين والوقت، فتقديره : حين منع أو وقت منع، نظيره قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ؟ يَاقَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِئَآءَ ﴾(١)الآية، وقوله تعالى :﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ﴾(٢)، ﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ ﴾(٣)، وهو كثير.
قوله :(( إذ منع السائل )) البيت، الفاعل بـ (( منع )) مالك(٤) - رضي الله عنه -، والمراد بالسائل : هو الرجل الذي سأله عن شكل المصحف، كما تقدّم عن أشهب(٥).
قوله :(( من أن يحدثا ))، أي من أن يبتدع ويخترع.
قوله :(( في الأمهات )) يعني بالأمهات : المصاحف الكمّل الكبار.
وقوله :(( نقط ))، أي شكل ومحص(٦)وضبط، لأن النقط، والشكل، والضبط، والمحص [هنا](٧)بمعنى واحد.
وقوله :(( ما قد أحدثا ))، أي الذي قد أحدثا وهو المصحف، لأنه محدث في زمان الصحابة، إذ لم يكن في زمان النبي - عليه السلام -.
والمراد بالفعلين في آخر الشطرين [معنى](٨)واحد، هو الابتداع والاختراع.
(٢) سورة الأعراف، من الآية ٨٥.
(٣) سورة الأنفال، من الآية ٢٦. وفي جـ :" وقوله :﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ.... ﴾.
(٤) في جـ :" هو مالك ".
(٥) تقدّمت ترجمته قريبا.
(٦) قال الراغب الأصفهاني :" أصل المحص : تخليص الشيء مما فيه عيب كالفحص " ثم قال :" والمحص :
يقال في إبراز شيء عما هو متصل به ".
المفردات في غريب القرآن، ضبطه وراجعه محمد عيتاني، ص ٤٦٦، " محص "، دار المعرفة، بيروت
(٧) ساقطة من :" جـ ".
(٨) ساقطة من :" جـ ".