الإعراب : قوله :(( إذ )) ظرف لما مضى من الزمان، والعامل فيه (( حضّ )) إذا جعلناها لمجرد الوقت، وإذا جعلناها للتعليل، فالعامل فيها فعل محذوف، تقديره : وإنما قلنا حضّ مالك على الاتباع إذ منع السائل، أي لأجل منع السائل من الإحداث، (( منع )) فعل ماض، (( السائل )) مفعول، (( من أن يحدثا )) جار ومجرور، لأن التقدير(١)من الإحداث تعلق الجار بـ (( منع ))، (( أن يحدثا )) ناصب ومنصوب، والألف فيه لإطلاق القافية، وليست للتثنية، لأن فاعله واحد، وهو عائد على ((السائل))، قوله :(( في الأمهات )) جار ومجرور متعلق بـ (( يحدثا ))، قوله :((نقط)) مفعول، ((ما)) مضاف إليه، قوله :(( قد )) حرف تحقيق، قوله :((أحدثا )) فعل ماض مركب، والألف فيه لإطلاق القافية – أيضا –. ثم قال :
[١٩] وإنما رَءَاهُ لِلصّبْيَانِ **** فِي الصُّحْفِ وَالأَلْوَاحِ لِلْبَيَانِ
هذا الذي ذُكر في هذا البيت : هو من تمام الجواب المتقدّم لأن مالكا - رضي الله عنه - أجاب السائل بالنهي عن النقط في الأمهات الكبار، وبجوازه في المصاحف(٢)الصغار التي يتعلم فيها الصبيان، وفي ألواحهم.
قوله :(( وإنما رآه )) يعني جوّزه مالك للصبيان، لأن الرؤية هنا قلبية لا بصرية، وهي تحتاج إلى مفعولين، تقديره : رءاه جائزا، أو مباحا للصبيان.
وقوله(٣): (( في الصحف )) يعني بالصحف : المصاحف الصغار، وهو جمع صحيفة، والصحيفة : اسم لما يكتب فيه، وله جمعان : صحائف، وصحف بضم الحاء، ويجوز(٤)
(٢) في جـ :" وبجوازه في المصاحف والمصاحف الصغار ".
(٣) في جـ :" قوله ".
(٤) في حاشية النسخة ز :" قوله ويجوز تسكينه، ورد قراءة في قوله تعالى :﴿ مَا فِي الصُّحُفِ الاْولَى ﴾.
قال ابن عطية في تفسيره على الآية : وقرأ الجمهور :﴿ فِي الصُّحُفِ ﴾ بضم الحاء، وقرأت فرقة :
﴿
فِي الصُّحْفِ ﴾، بسكونها ".