ذكر في هذا البيت : أنه أتى بكتابه هذا على موافقة قراءة نافع دون غيره، ولم يذكر فيه قراءات القرّاء غير نافع، وإن كان أبو عمرو وأبو داود والشاطبي ذكروا قراءة غير نافع كما ذكروا قراءة نافع، ولأجل هذا سكت الناظم في كتابه هذا عما يقرؤه نافع بغير ألف ويقرؤه غيره بألف، مثال ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران ﴿ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾(١)لأنه قرئ في السبع(٢): ﴿ وَيُقَاتِلُونَ ﴾، وقوله تعالى في سورة الأنبياء :﴿ قُل رَّبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ﴾(٣)قرئ في السبع(٤): ﴿ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ ﴾ وقوله تعالى في سورة الزمر :﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ؟ ﴾(٥)قرئ في السبع(٦): ﴿ عِبَادَهُ؟ ﴾. ولم يتعرض الناظم لذلك، وكذلك ما قرأه نافع بغير واو، وقرأه غيره بواو، كقوله – تعالى – في سورة آل عمران :﴿ سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾(٧)، لأنه قرئ في السبع(٨): ﴿ وَسَارِعُواْ ﴾ بالواو.

(١) سورة آل عمران، من الآية ٢١.
(٢) وهي قراءة حمزة وحده، وقرأ الباقون ﴿ وَيَقْتُلُونَ ﴾ بفتح الياء وسكون القاف بلا ألف وضم التاء.
انظر : التيسير في القراءات السبع، ص ٧٣، شرح الشاطبية للضباع، ص ١٦٩.
(٣) سورة الأنبياء، من الآية ١١١.
(٤) انفرد حفص عن عاصم بهذه القراءة ولم يوافقه أحد من القراء السبعة ولا من العشرة.
انظر : التيسير، ١٢٦، المبسوط في القراءات العشر، ص ٢٥٥.
(٥) سورة الزمر، من الآية ٣٥.
(٦) ١٠) وهي قراءة حمزة والكسائي ووافقهما من العشرة : أبو جعفر وخلف. انظر المبسوط، ص ٣٢٣.
(٧) ١١) سورة آل عمران، من الآية ١٣٣.
(٨) ١٢) قرأ نافع وابن عامر :﴿ سَارِعُواْ ﴾ بغير واو قبل السين، والباقون بالواو. انظر التيسير، ص ٧٥.


الصفحة التالية
Icon