وأما حاله : فهو رجل عالم فاضل صالح. قرأ على مالك الموطأ وقرأ عليه مالك القرآن، وهو رجل كثير السواد وفيه دعابة، أي مزاح، وكان إذا جلس للإقراء تشم منه رائحة المسك، فقيل له : أتتطيب كلّما جلست للإقراء يا أبا عبد الله ؟، فقال : لا ولكن رأيت النبي - ﷺ - في النوم فبصق في فمي، وفي بعضها : تفل في فمي، وفي بعضها : وهو يقرأ في فمي. وقرأ نافع على سبعين من التابعين، وقرأ على نافع مائتان وخمسون رجلا - رضي الله عنه -، وكان لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه : أوصنا، فقال لهم :﴿ اتَّقُواْ اللََّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنَكُمْ وَأَطِيعُواْ اللََّهَ وَرَسُولَهُ؟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾(١).
الإعراب : قوله :(( وفق )) مصدر في موضع الحال إما من التاء في قوله :(( فجئت )) وإما من :(( الرَّجز ))، تقديره على الأول : فجئت بهذا الرَّجز، حالة كوني موافقا لقراءة نافع، وتقديره على الثاني : فجئت بهذا الرَّجز، حالة كون هذا الرَّجز موافقا لقراءة نافع، قوله :(( قراءة )) مضاف إليه، وكذلك :(( أبي ))، وكذلك (( رويم ))، قوله :(( المدني )) نعت(٢)، قوله :(( أبي )) مضاف إليه، وكذلك ما بعده. ثم قال :
[٢٧] حَسََبَمَا اشْتَهَرَ فِي الْبِلاَدِ **** بِمَغْرِبٍ لِحَاضِرٍ وَبَادِ
نبّه في هذا البيت : على أن المقرأ الذي وافقه في هذا الرَّجز هو المقرأ المشهور عند نافع دون غير المشهور عنه ؛ لأن أبا عمرو(٣)ذكر في كتاب التعريف(٤)

(١) سورة الأنفال، من الآية ١.
(٢) زاد في جـ، ز :" قوله :" ابن " نعت.
(٣) في ز :" لأن أبا عمرو الداني..... ".
(٤) انظر التعريف في اختلاف الرواة عن نافع، لأبي عمرو الداني، تحقيق التهامي الراجي، ص ١٦٤،
مطبوعات وزارة الأوقاف المغربية، مطبعة فضالة المحمدية، ١٩٨٢ م.


الصفحة التالية
Icon