وقوله :(( بذكر ما جاء أولا ))، أي بذكر اللفظ الذي جاء من أحرفه، أي من ألفاظه في أول القرآن، فيؤخذ من هذا : أن كل ترجمة تحتوي على ما فيها، وعلى ما بعدها، ولا تحتوي على ما قبلها. وهذه قاعدة من قواعد هذا الكتاب(١).
الإعراب : قوله :(( وفي الذي [كرّر](٢)) جار ومجرور متعلق بـ (( أكتفي ))، قوله :(( منه )) متعلق بقوله :(( كرّر))، وقوله :(( بذكر )) متعلق بـ (( أكتفي ))، وقوله :(( ما )) مضاف إليه، وهي موصولة بمعنى الذي، قوله :(( جاء )) فعل [ماض](٣)وسقطت همزته للوزن، وقوله :(( أولا )) إما ظرف مكان وإما حال(٤)، [ تقديره على ظرف مكان : بذكر ما جاء في أول تلك الكلمة، وتقديره على الحال : بذكر ما جاء سابقا من أشخاص تلك.
واعلم أن هذا اللفظ الذي هو (( أول )) له ثلاثة معان : ظرف زمان، وظرف مكان واسم غير ظرف، وهو من الأسماء اللازمة للإضافة، فإذا قطع عن الإضافة فله ثلاثة استعمالات : إما أن ينوى معناه دون لفظه فيبنى على الضمير، أو ينوى لفظه ومعناه معا، فيعرب إعراب المضاف من غير تنوين، وإما لا ينوى لا لفظه ولا معناه، فيعرب وينوى كما فعل الناظم هاهنا، وهذه الأوجه الثلاثة ذكرها أبو علي(٥)في قوله :" بهم بدأت به من أول "، وقوله :(( من أحرف )) متعلق بحال محذوفة من الضمير المستتر في (( جاء ))، أي ما جاء كائنا من أحرف، هذا على إعراب (( أولا )) بالظرف وأما إذا جعلنا (( أولا )) اسما غير ظرف، يكون قوله :(( من أحرف )) حال من الضمير المستتر في (( أولا ))، تقديره : سابقا كائنا من أحرف ](٦).
(٢) ساقطة من :" ز ".
(٣) ساقطة من :" جـ ".
(٤) في جـ :" إما حال وإما ظرف ".
(٥) تقدمت ترجمته، ص ١٠٥.
(٦) ١٠) ما بين القوسين المعقوفين مقدار أحد عشر سطرا، سقط من " جـ "، وفيه :" من أحرف متعلق بأولا "
لعلّه يكون اختصارا من الناسخ.