وأما اللفظ الثاني، وهو قوله: (( لواقع )) هو من المقيّد بالحرف، لأن اللام قيد له، احترازا من الذي ليس فيه لام، كقوله تعالى في سورة الشورى :﴿ وَهْوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ﴾(١)وقوله تعالى :﴿ سَالَ سَآ لٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴾(٢).
ومثال التقييد بالإضافة، قول الناظم(٣): (( أسمائه رهبانهم موازين)) أعني قوله :(( رهبانهم ))، وقوله(٤)– أيضا – :(( وعن أبي داود أدبارهم ثم بغير الرعد أعناقهم))، لأن هذه الألفاظ الثلاثة، وهي :﴿ رُهْبَانَهُمْ ﴾(٥)، و ﴿ أَدْبَارَهُمْ ﴾(٦)و ﴿ أَعْنَاقَهُمْ ﴾(٧)، مقصودة بعينها، لأنه قيّدها بالإضافة، ولا يدخل فيها المنون، ولا ذو الألف واللام، ولا يدخل فيها إلا ما أضيف إلى الهاء والميم، كما سيأتي في موضعه(٨)إن شاء الله.
ومثال التقييد بالرتبة، قوله(٩): (( وكاتبا وهو الأخير عنهما ))، لأنه قيده بالمرتبة وهي الأخيرة.

(١) سورة الشورى، من الآية ٢٠.
(٢) سورة المعارج، الآية ١.
وفي جـ : ذكر أولا آية المعارج، ثم ذكر آية الشورى.
(٣) تنبيه العطشان، ص ٤٦٢.
(٤) تنبيه العطشان، ص ٤٦٩.
(٥) ١٠) في قوله تعالى :﴿ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ.... ﴾، سورة التوبة، من الآية ٣١.
(٦) ١١) مثل قوله تعالى :﴿...... الْمَلكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ..... ﴾، سورة الأنفال، من الآية ٥١.
(٧) ١٢) في قوله تعالى :﴿...... وَأُوْ لَكَ الأَغْلَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ....... ﴾، سورة الرعد، من الآية ٦.
(٨) ١٣) في ص ٤٦٩.
(٩) انظر تنبيه العطشان، ص ٤١٩.


الصفحة التالية
Icon