سبعين جملا على تفسير فاتحة الكتاب لفعلت ".
وقيل : سميت بأم القرآن مأخوذ من الأم الذي هو المصير، ومنه قوله تعالى في جزاء الكفرين :﴿ فَأُمُّهُ؟هَاوِيَهْ ﴾(١)، أي فمصيره هاوية، فسميت فاتحة الكتاب بأم القرآن على هذا، لأن جميع معاني الكتب المنزلة ترجع إليها(٢).
وقد ورد في بعض الأخبار(٣): أن جميع ما أودع الله تعالى في الكتب المنزلة أودعه في الكتب الأربعة : التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وكل ما أودعه الله في الكتب الأربعة أودعه في القرءان، وكل ما أودعه الله – تعالى – في الفرقان أودعه في فاتحة الكتاب.
وقيل : سميت بأم القرآن مأخوذ من الأم الذي هو معظم الشيء، ومنه قوله تعالى :﴿ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ ؟ُمُّ الْكِتَابِ ﴾(٤)، أي معظم الكتاب، سميت بذلك لعظمة ثوابها.
والدليل على ذلك، قوله - عليه السلام - :(( من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ))(٥).
وقال :(( من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ ثلثي القرآن ))(٦).
وقال :(( ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثل فاتحة الكتاب ))(٧).
(٢) زاد في جـ :" وتصير إليها ".
(٣) هذا الأثر رواه البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن بزيادة " ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم
المفصل فاتحة الكتاب ". كما أورد السيوطي في الإتقان.
شعب الإيمان، ٢ : ٤٥٠، حديث ٢٣٧١، الإتقان، ٢ : ١٥٧.
(٤) سورة آل عمران، من الآية ٧.
(٥) أخرجه أبو عبيد بسنده عن الحسن.
فضائل القرآن، باب فضل فاتحة الكتاب، ص ٢٢١.
(٦) عزاه الإمام إسماعيل العجلوني لمسند عبد بن حُميد.
انظر كشف الخفاء، ٢ : ١٠٦.
(٧) روى الترمذي عن أبيّ بن كعب، قال : قال رسول الله - ﷺ - :" ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل
أم القرآن ".
سنن الترمذي، باب ومن سورة الحجر، ٥ : ٢٩٧، حديث ٣١٢٥.