وأما تسمّيتها بالسبع المثاني(١): فهذا اللفظ مركب من لفظين، أحدهما : السبع، والثاني : المثاني. فأما كونها سبعا(٢)، فلأنها سبع آيات، والدليل على ذلك، قوله - عليه السلام - :(( قال الله تعالى : يا ابن آدم أنزلت عليك سبعا ثلاثا لي، وثلاثا لك وواحدة بيني وبينك، فالثلاثة التي لي :﴿ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، والثلاثة التي لك :﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾، والواحدة التي بينك وبينك :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ ))(٣)، يعني من العبد العبادة ومن الله الإعانة.
وقال - عليه السلام - :(( قال الله تعالى " جعلت القرآن سبع أسباع، وجعلت فاتحة الكتاب سبع آيات، وجعلت كل آية منها تعدل سبعا من القرآن ))(٤)، وقال – أيضا – :(( لو وضعت فاتحة الكتاب في كفّة الميزان، ووضع القرآن كله في الكفة الأخرى لرجحت فاتحة الكتاب سبع مرات ))(٥).
قالوا : وفيها سبع آيات، وخمس وعشرون كلمة، ومائة وعشرون حرفا، وليس فيها سبعة أحرف يجمعها " فجش ثظخز ".
وأما اللفظ الثاني، وهو المثاني : ففي كون الفاتحة [مثاني](٦)خمسة أقوال :

(١) في جـ :" وإنما سميت بالسبع المثاني ".
(٢) في جـ، ز :" فأما كون الفاتحة سبعا ".
(٣) لم أعثر على هذا الحديث.
(٤) أيضا لم أعثر على هذا الحديث.
(٥) رواه الديلمي في الفردوس عن أبي الدرداء باختلاف قليل في اللفظ.
انظر الفردوس بمأثور الخطاب، ٣ : ١٤٤، حديث ٤٣٨٦.
(٦) ساقطة من :" جـ ".


الصفحة التالية
Icon