قيل : مأخوذ من الثناء، وقيل : مأخوذ من الثنيا، وهو الاستثناء، وقيل : مأخوذ من التثنية الذي هو [التكرير، وقيل : مأخوذ من التثنية الذي هو](١)الانقسام بين شيئين، وقيل : مأخوذ من التثنية الذي هو الانقسام بين اثنين.
دليل القائل بأنها مأخوذة من الثناء : لذكر الثناء على الله – تبارك وتعالى – فيها
ودليل القائل بأنها مأخوذة من الثنيا : لأن الله – تبارك وتعالى – استثناها من الكتب المنزلة ولم يعطها لأحد، بل ادّخرها حتى أعطاها لمحمد - ﷺ - وأمّته.
ودليل القائل بأنها مأخوذة من التثنية – الذي هو التكرير – : لأنها تتكرّر في كل صلاة.
ودليل القائل بأنها مأخوذة من التثنية الذي هو الانقسام بين شيئين : لأنها منقسمة بين الثناء والدعاء، أولها ثناء وآخرها دعاء(٢).
ودليل القائل بأنها مأخوذة من التثنية الذي هو الانقسام بين اثنين : الحديث الصحيح :(( قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. يقول العبد :﴿ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يقول الله : حمدني عبدي. يقول العبد :﴿ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ﴾ يقول الله : أثنى عليّ عبدي يقول العبد :﴿ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، يقول الله : مجّدني عبدي. يقول العبد :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ يقول الله : هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. يقول العبد :﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴾ يقول الله تعالى : هذه لعبدي ولعبدي ما سأل ))(٣).

(١) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٢) انظر الإتقان، ١ : ٥٣.
(٣) ورد هذا الحديث في كثير من كتب الحديث، منها : صحيح مسلم، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها قرأ ما تيسر له من غيرها، ١ : ٢٩٦، حديث ٣٩٥.
سنن الترمذي، باب ومن سورة الفاتحة، ٥ : ٢٠١، حديث ٢٩٥٣.


الصفحة التالية
Icon