ذكر في هذا البيت : تعليل الحذف في الألفاظ الثلاثة المتقدّمة في البيتين، وهي ألف :﴿ الرَّحْمَانِ ﴾، وألف :﴿ اللَّهِ ﴾، وألف :﴿ اللَّهُمَّ ﴾. وهذا البيت جواب [عن](١)سؤال مقدّر، كأنه قيل له : لأي شيء حذف الألف من أسماء الله تعالى الثلاثة المذكورة، فقال : لكثرة الدور والاستعمال(٢)، أي لأجل كثرة دورها واستعمالها، يقال : دار الشيء يدور دورًا ودورانا، إذا تكرر، فالدور : هو التكرار، والاستعمال – أيضا –، معناه : التكرار هاهنا، فالدور والاستعمال هنا مترادفان.
وقوله :(( على لسان لافظ وتال )) اللافظ : هو المتكلم هنا بكلام غير القرآن، والتالي : هو المتكلم بالقرآن. كأنه يقول(٣): إنما حذفت الألف من هذه الألفاظ الثلاثة، لكثرة دورها واستعمالها على لسان المتكلم بها في غير القرآن، وكثرة دورها واستعمالها على لسان المتكلم بها في القرآن، لأن هذه الألفاظ ﴿كثر﴾(٤)دورها على ألسنة الناس بين ذاكر وداع وحالف وقارئ، ويحتمل أن يكون هذا من باب التلفيف الأول للأول، والثاني للثاني، تقديره : لكثرة الدور على لسان لافظ، وكثرة الاستعمال على لسان التالي، ويحتمل العكس، والأظهر كونهما مترادفين.
قوله :(( لكثرة الدور والاستعمال )) البيت، [ يحتمل أن يرجع هذا التعليل إلى الألفاظ الثلاثة كما تقدّم، ويحتمل أن يكون هذا التعليل راجعا إلى أقرب المذكورين، وهما : الله واللهم ](٥).

(١) سقطت من :" جـ ".
(٢) زاد في جـ :" اللام لام الأجل والعلّة ". واختلف المصنفون لكتب الرسم في حدّ كثرة الدور، فمنهم من
قال : ثلاث مرات فأكثر، ومنهم من قال : خمس مرات، ومنهم من قال : سبع مرات.
انظر : المقنع، ص ٢٢.
(٣) في جـ :" يقال ".
(٤) ما أثبت من " جـ "، لأنه في الأصل بياض.
(٥) ما بين القوسين المعقوفين سقط من :" جـ ".


الصفحة التالية
Icon