والتكسير : هو التغيير، مثاله :﴿ رِجَالٌ ﴾(١)و ﴿ عِبَادٌ ﴾(٢)ونحوه، لأن المفرد تغيّّر في هذين الجمعين، لأن مفرد رجال : رجل، فتغيّرت صيغة المفرد في صيغة الجمع بتغيير حركة الراء والجيم بزيادة الألف بعد الجيم، ومفرد عباد : عبد، وقد(٣)تغيّرت فيه – أيضا – صيغة مفرده بتغيير حركة العين وتغيير سكون الباء وبزيادة الألف بعد الباء.
وقوله :(( من سالم الجمع )) احترازا من جمع التكسير، فإنه لا يحذف منه إلا ما ذكره الناظم في الأبواب الخمسة المذكورة بعد هذا الباب، كقوله(٤): (( ديار أبواب )) وكقوله(٥): (( ميثاق الإيمان والأموال أيمان العدوان والأعمال )) أعني ما هو جمع تكسير في هذا البيت، وكقوله(٦): (( وحذفوا ذلك ثم الأنهار وابن نجاح راعنا والأبصار )) أعني ما هو جمع تكسير في هذا البيت – أيضا – وهو :﴿ الأَنْهَارُ ﴾(٧)و ﴿ الاْبْصَارُ ﴾(٨)، وغير ذلك مما سيذكره(٩)في موضعه(١٠)إن شاء الله تعالى.
ولم يتعرّض الناظم في هذا الباب لشيء من جمع التكسير، وإنما تعرّض فيه لجمع السلامة ؛ إذ هو الوارد في الفاتحة، ولذلك قال :(( من سالم الجمع )).
(٢) في مثل قوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ.... ﴾، سورة الأعراف، من الآية ١٩٤.
(٣) في جـ :" فقد ".
(٤) تنبيه العطشان، ص ٣١٣.
(٥) تنبيه العطشان، ص ٣٤٧.
(٦) تنبيه العطشان، ص ٣٠٤.
وفي جـ :" وقوله ".
(٧) ١٠) سورة البقرة، من الآية ٢٤.
(٨) ١١) سورة آل عمران، من الآية ١٣.
(٩) ١٢) زاد في جـ :" جمعه ".
(١٠) ١٣) في جـ، ز :" مواضعه ".