وقوله :(( الذي تكررا ))، أي من الجمع السالم الذي تكرر في القرآن، وهذا القيد ليس بشرط، لأن الجمع السّالم محذوف مطلقا سواء تكرّر في القرآن أو لم يتكرّر، وإنما ذكره الناظم اقتداء بالأئمة(١)الذين لخّص هذا الرَّجز من كتبهم، لأنهم كلهم ذكروا هذا التكرار، وإن لم يكن شرطا في الحذف.
فقوله :(( الذي تكررا )) [إذا](٢)ليس بشرط، فهو حشو في الكلام هاهنا، وإنما ذكره الناظم اقتداء بالأئمة، كما قاله بعد في قوله(٣): (( وليس ما اشترط من تكرر حتما لحذفهم سوى المكرّر )) إلى آخر ما قال هنالك.
قال بعض الشرّاح(٤): التكرار الذي ذكره الناظم هاهنا يحتمل أن يريد به تكرار الألفاظ، وهو الظاهر من كلام أبي عمرو في المقنع، ويحتمل أن يريد به تكرار الأوزان، وهو الظاهر من كلام أبي داود في التنزيل، وهذا فيه نظر.
ولا يصح أن يريد الناظم – رحمه الله – بالتكرار هنا تكرار الأوزان ولم يرد(٥)بالتكرار إلا تكرار الألفاظ، بدليل قوله بعد :(( وليس ما اشترط من تكرر حتما ))، لأنه لو أراد تكرار الأوزان لما احتاج إلى هذا الاعتذار، لأن كل لفظ من ألفاظ جمع(٦)السلامة تكرّر وزنه في القرآن، وأما لفظه ففيه متكرّر وفيه غير متكرّر.
وقوله – أيضا – : الظاهر من كلام أبي عمرو في المقنع تكرار الألفاظ لا نسلمه لأن أبا عمرو مثّل في المقنع بالمتكرّر وغير المتكرّر، ولأنه مثّل بـ ﴿ ثَيِّبَاتٍ ﴾ وهو غير متكرر في القرآن، ولم يأت إلا في سورة التحريم، وكذلك صاحب التنزيل مثّل بالمتكرّر وغير المتكرّر – أيضا –.
(٢) ساقطة من :" جـ ".
(٣) تنبيه العطشان، ص ٣٠٠.
(٤) منهم ابن آجطا في التبيان، ورقة ٤٤.
(٥) في جـ :" يذكر ".
(٦) في جـ :" جموع ".