قال المكي(١)في مشكل الإعراب(٢)في سورة المدثر في قوله تعالى :﴿ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴾(٣): " أصل بنين :((بنيين)) على وزن ((فاعلين)) تحرك حرف العلّة وانفتح ما قبله، فقلبت ألفا، ثم حذفت الألف للالتقاء الساكنين، ثم كسر ما قبل الياء، وإنما كسر ما قبل ياء الجمع هاهنا مع أن حقه أن يفتح كسائر المقصور، نحو :﴿ الْمُصْطَفَيْنَ ﴾(٤)، الأعلين(٥)ليجري جمعه على مفرده في الإعلال، لأن حقّ مفرده أن يكون مقصورا، نحو :"عصى" و"رحى"، لأن أصله :((بَنَيٌ))، فحقه أن يكون حكمه حكم المقصور في الإفراد والجمع ". انتهى.
فتبيّن بهذا : أن ((بنات)) جمع سلامة، كما أن ((بنين)) جمع سلامة، فالجمع فيهما باعتبار أصلهما لا باعتبار فرعهما. وبالله التوفيق بمنّه.
وقد نصّ أبو إسحاق العطار(٦)في شرحه للكراس في باب الفاعل أن بنات جمع سلامه، ونصّه :" وقد حكى سيبويه عن العرب(٧): جاء ((جواريك)) وجاء ((بناتك))، فسوّى بين جمع التكسير الذي هو جواريك، وبين ((بناتك)) الذي هو جمع المؤنث السّالم "(٨).

(١) تقدمت ترجمته، ١٨٨.
(٢) انظر مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي، تحقيق ساسين محمد السوّاس، ٢ : ٤٢٤،
مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، ١٩٧٤ م
(٣) سورة المدثر، الآية ١٢.
(٤) في قوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾، سورة ص، الآية ٤٦.
(٥) ليست من القرآن.
(٦) لم أجد له ترجمة.
(٧) انظر الكتاب، ٢ : ٣٥. وفي ز :" على أن العرب "، ثم ذكر في الحاشية :" علّه يقولون ".
(٨) المشكاة والنبراس شرح كتاب الكراس للجزولي، لأبي إسحاق العطار، لوحة ١١١، مخطوط في الخزانة
العامة بالرباط، رقم "٣٥٤".


الصفحة التالية
Icon