؟ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟؟ (النحل : ٤٤) يتناول هذا وهذا». كما جمع الحافظُ السيوطيُّ في النوع الثمانين من كتاب «الإتقان»(١) رواياتٍ كثيرةً تتضمن الأحاديث الواردة في تفسير جملة من الآيات بحسب ترتيبها في المصحف.
تميَّز الصحابة الذين عاصروا نزول القرآن الكريم، وشهدوا أسباب هذا النزول، بالفصاحة والمقدرة الفطرية على فَهْم مواقع كَلِمِه ومعاني نَظْمِه، وكانوا يسألون النبي - ﷺ - عمَّا أشكل عليهم من تفسيره، ولكنْ لم يُدَوَّن شيءٌ ثابت من التفسير في عهد الصحابة، بل إنَّ ما أُثِر عنهم لا يتجاوز رواياتٍ منثورة، معظمُها أقربُ إلى التفسير اللغوي. وفي صحيح البخاري(٢) أقوالٌ لابن عباس - رضي الله عنه - تَنْحو هذا المنحى.
وبعد وفاةِ النبي - ﷺ - تَوَجَّه ثُلَّةٌ من علماء الصحابة إلى الأمصار، ومضَوا ينشرون فيها علوم التفسير، ويجيبون عن أسئلة الناس الذين دخلوا في دين الله أفواجاً، ونشأ على أيدي علماءِ الصحابة مدارسُ في التفسير، تتلمذ فيها كبارُ التابعين الذين أخذوا عن الصحابة أنفسهم، أو عن تلاميذهم: ومن هذه المدارس(٣): مدرسة مكة، التي تصدَّر فيها الصحابي عبد الله بن عباس (ت: ٦٨ه)، وأخذ عنه سعيد بن جبير (٩٥) وعكرمة (١٠٥)، ومدرسة المدينة التي تصدَّر فيها أُبَيُّ بن كعب (٣٣)، وأخذ عنه السُّلَمي (٧٤) وأبو العالية (٩٠)، ومدرسة العراق، وتَصَدَّر فيها عبد الله بن مسعود (٣٢)، وبرز فيها الشعبي (١٠٥) وقتادة (١١٧).

(١) الإتقان ٤/٢١٤.
(٢) انظر: كتاب التفسير من صحيح البخاري (مع الفتح) ٨/٢٥، ٢٩، ٤٦.
(٣) انظر: تطور تفسير القرآن ٣٥.


الصفحة التالية
Icon