؟ ؟ ؟؟ عاطفة على أنَّ وما في حَيِّزها، وأجاز الزمخشري(١) العطف على محلِّ «أنَّ» ومعمولها على تقدير: ولو ثَبَتَ كونُ الأشجار أقلاماً، وثبت أن البحر ممدود بسبعة أَبْحر. وواضح أن تقديرَ سيبويه أقربُ إلى معنى الآية، وهو تفسير الجمهور لها(٢).
وحاور سيبويه الخليل في اقتران «إذا» الفجائية بجواب «إنْ» الشرطية في قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الروم: ٣٦) فأفاده(٣) بأن هذا كلام مُعَلَّق بالكلام الأول، كما كانت الفاءُ معلقةً بالكلامِ الأول، وهذا هنا في موضع «قَنَطوا» كما كان الجواب بالفاء في موضع الفعل. وممَّا يجعلها بمنزلة الفاء أنها لا تجيء مبتدأة، كما أنَّ الفاءَ لا تجيء مبتدأةً».
وقد تَضَمَّن جواب الخليل أن «إذا» الفجائية معادِلَةٌ للفاء في جواب الشرط، واستدل على ذلك بأنَّ الفاء كإذا الفجائية في كونِها لا تأتي أولَ الكلام، كما أنه تأوَّل الجملةَ الاسمية في جواب الشرط ؟ ؟ ؟؟ بالجملة الفعلية الماضية «قنطوا». وهذا ضرب من التفسير اللغوي المبثوث في كتاب سيبويه، والذي أفاد منه المفسرون وأهل اللغة مِنْ بعده.
ووقف سيبويه على «أو» من قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (الإنسان: ٢٤) فقال(٤): «وإذا أرادوا معنى أنك لست واحداً منهما قالوا: لست عَمْراً ولا بشراً، أو قالوا: «أو بشراً» كما قال: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ولو قلت: أو لا تُطِع كفوراً، انقلب المعنى».
وقد أفاد المفسرون من كلام سيبويه في شرح معنى «أو» في الآية فقال الفراء(٥): «بمعنى لا، وقد يكون في العربية: لا تطيعَنَّ منهم مَنْ أَثِم أو كَفَر، فيكون المعنى في «أو» قريباً من معنى الواو».
(٢) البحر ٧/١٩١.
(٣) الكتاب ٣/٦٣.
(٤) الكتاب ٣/١٨٨.
(٥) معاني القرآن ٣/٢١٩.