وقال السمين(١): «فإذا نهى فقال: «لا تُكَلِّمْ زيداً أو عَمْراً»، فالتقدير لا تُكَلِّم أحدهما، فأيُّهما كلَّمه كان أحدَهما، فيكون ممنوعاً منه، فكذلك في الآية، ويَؤُول المعنى إلى تقدير: ولا تُطع منهما آثماً ولا كفوراً.
وتحدَّث سيبويه عن كثير من الأدوات التي وردت في القرآن الكريم، فبيَّن معناها من خلال سياقها بإيجاز. ومن ذلك «أنْ» التي بمعنى «أي» التفسيرية في قوله تعالى(٢): ؟؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ (؟: ٦) كما يرى الخليل، وأشار إلى «إنْ» بمعنى «ما» النافية(٣) في قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (الملك: ٢٠).
وقدَّر زيادة الباء(٤) في قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الإسراء: ٩٦)، وبيَّن سبب إهمال «ما» النافية(٥) في قوله تعالى: ؟ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟؟( ؟ : ١٥)، فلم تَقْوَ «ما» عندما نَقَضَتْ معنى ليس. وقدَّر زيادة «ما»(٦) في قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (النساء: ١٥٥)، ومثلُها «ما»(٧) في قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (البقرة: ٢٦).
كما قدَّر زيادة «لا»(٨) في قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (الحديد: ٢٩)، وفسَّر «لات»(٩) في قوله تعالى: ؟ ؟ ٹ ٹ ؟ (؟: ٣) بأنها بمعنى ليس، ولا يُجاوَزُ بها الأزمان.
وذكر العزُّ في كتابه «المجاز»(١٠) الأداة «على» بأنها من أنواع الحروف المتجوَّز بها، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ں ؟ (القلم: ٤) فقد شَبَّه التمكن من الهدى والأخلاق العظيمة والثبوت عليها، بمَنْ علا على دابة يُصَرِّفها كيف يشاء، ثم استشهد بقول سيبويه(١١): «لأنه شيء اعتلاه» فأشار إلى مجاز التشبيه.

(١) الدر المصون ١٠/٦٢٤. وانظر: الكشاف ٤/٦٧٥، والمغني ٩١.
(٢) انظر: الكتاب ٣/١٦٢.
(٣) انظر: الكتاب ٣/١٥٢.
(٤) انظر: الكتاب ١/٤١، ٩٢.
(٥) انظر: الكتاب ١/٥٩.
(٦) انظر: الكتاب ١/١٨٠.
(٧) انظر: الكتاب ٢/٢٨٦.
(٨) انظر: الكتاب ١/٣٩٠.
(٩) انظر: الكتاب ١/٥٨.
(١٠) المجاز ١٥٩.
(١١) الكتاب ٤/٢٣٠.


الصفحة التالية
Icon