ورجح الطبري(١) بأنَّ معنى الآية: وَمَثَلُ وَعْظِ الكافر وواعظه كمثل الناعق بغنمه ونعيقه، فإنه يسمع نعيقه، ولا يعقل كلامه». وقال: «وإنما اخترنا هذا التأويل لأنَّ هذه الآية نزلت في اليهود، ولم تكن اليهود أهلَ أوثان يعبدونها، فلا وجه لتأويلِ مَنْ تَأَوَّل ذلك أنه بمعنى: مثل الذين كفروا في ندائهم الآلهة».
واختلف المفسرون في قوله تعالى: ؟ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹ ٹٹ... ؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چ چ؟ (البقرة: ١٠٢) في عطف قوله: ؟ ؟ ؟؟، فذهب سيبويه(٢) إلى أنه معطوف على قوله:
؟ ؟؟، الذي هو في موضع رفع خبراً عن ؟ ؟؟ الناسخة؛ فلذلك عُطِف عليه فعل مرفوع. قال: «فارتفعت لأنه لم يُخْبِرْ عن الملَكين أنهما قالا: لا تكفر فيتعلمون؛ ليجعلا كفره سبباً لتعليم غيره، ولكنه على كفروا فيتعلمون».
قال السمين(٣): «وشَرْحُ ما قاله: هو أنه يريد أنَّ ؟ ؟؟ ليس جواباً لقوله ؟؟ ؟؟ ؟ فينتصبَ في جواب النهي؛ لأنَّ كُفْرَ مَنْ نَهَياه أن يكفر ليس سبباً لتعلُّم من يتعلَّم».
وقد اعترض الزجاج(٤) على قول سيبويه بأنه يَلْزَمُ منه الإضمارُ قبل الذكر، وذلك أن الضمير في ؟ ؟؟ عائد على الملَكَين. وقد قَرَّر سيبويه أنَّ ؟ ؟ ؟؟ معطوف على ؟ ؟؟، فيكون التقدير: ولكن الشياطين كفروا فيتعلمون منهما، فيلزمُ الإضمار في
؟ ؟؟ قبل ذِكْرِ المَلَكَيْن.
وهذا الاعتراض واهٍ(٥)؛ لأنهما متقدِّمان لفظاً، وتقديرُ تأخُّرهما لا يَضُرُّ؛ إذ المحذورُ عَوْدُ الضمير على غير مذكور في اللفظ.
والقول الثاني لسيبويه(٦): أنَّ جملة ؟ ؟؟ خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: فهم يتعلَّمون. ونَظَّره سيبويه بقوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ (البقرة: ١١٧)(٧).
(٢) الكتاب ٣/٣٨.
(٣) الدر المصون ٢/٣٩.
(٤) معاني القرآن ١/١٨٥.
(٥) انظر: الإغفال ١/٣٧٣، البحر ١/٣٣١.
(٦) الكتاب ٣/٣٩.
(٧) انظر: فتح القدير ١/١٢٠.