وقد ذهب إلى هذا الطبريُّ(١)، فقدَّر جملة ؟ ؟؟ مستأنفة. قال: «خبر مبتدأ عن المتعلِّمين من المَلَكَيْن ما أُنزل عليهما، خبر مستأنف. فمعنى الكلام: وما يُعَلِّمان من أحد حتى يقولا: إنما نحن فتنة، فيأبَوْن قَبول ذلك منهما، فيتعلَّمون منهما ما يفرِّقون به بين المرء وزوجه».
وذهب الفراء(٢) أنَّ جملة ؟ ؟؟ معطوفةٌ على جملة ؟ ؟ ؟ ؟؟، أي: يُعَلِّمون الناس فيتعلَّمون. وأجاز الفارسيُّ(٣)هذا العطفَ، وإن كان التعليم من الملَكين خاصةً، والضمير في ؟ ؟؟ راجع إليهما؛ لأن قوله ؟ ؟؟ جاء بعد تقدُّم ذِكْر الملَكين.
وذهب الزجاج(٤) أنَّ جملة ؟ ؟؟ معطوفة على جملة ؟ ؟ ؟؟، والضمير في ؟ ؟؟ عائد على ؟ ؟؟، وجُمع حَمْلاً على المعنى، وقوله ؟ ؟ ؟؟ مَنْفِيٌّ لفظاً، موجَبٌ معنى. وثمة أقوال أخرى في العطف(٥).
وفي قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ - ڑ ڑ ک ک ک ک گگ ؟ (آل عمران: ٧٩، ٨٠). اختلف المفسرون في عطف الفعل؟ڑ ڑ ک ک ؟، فذهب سيبويه(٦) إلى أنه معطوف على الفعل ؟ ؟؟، والمعنى: «وما كان لبشر أن يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً».
وذهب الطبريُّ(٧) إلى أنه معطوف على قوله ؟ ؟ ؟ چ؟، قال: «بتأوُّل: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس: كونوا عباداً لي من دون الله، ولا أن يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً؛ لأن الآية نزلتْ في سبب القوم الذين قالوا لرسول الله - ﷺ -: أتريد أن نعبدك؟ فأخبرهم الله أنه ليس لنبيِّه - ﷺ - أن يدعوَ الناس إلى عبادة نفسه، ولا إلى اتخاذ الملائكة والنبيين أرباباً، ولكن الذي له: أن يدعوَهم إلى أن يكونوا ربانيين».

(١) جامع البيان ٢/٣٥٧.
(٢) معاني القرآن ١/٦٤.
(٣) الإغفال ١/٣٧٦.
(٤) معاني القرآن ١/١٨٥.
(٥) انظر: البحر ١/٣٣٢.
(٦) الكتاب ٣/٥٢.
(٧) جامع البيان ٥/٥٣٤.


الصفحة التالية
Icon