وبيَّن الشوكاني(١) تقدير الطبري بقوله: «أي ليس له أن يأمر بعبادة نفسه، ولا يأمر باتخاذ الملائكة والنبيين أرباباً، بل ينتهي عنه».
وقد اعترض ابن عطية(٢) على ما قاله الطبري، وقال: «هذا خطأ لا يلتئم به المعنى»، ولكنه لم يُبَيِّن وجه الخطأ الذي يؤدِّي إلى عدم التئام المعنى به.
وحاول أبو حيان(٣) أن يبين ذلك: بأن الخطأ ينجم عن تقدير (لا) على سبيل تأسيس النفي لا تأكيدِه، وتقدير (أن) قبل (لا) النافية. وانتصر الزمخشري(٤) لمذهب الطبريِّ سواء قدَّرْنا النفي للتأسيس أو للتأكيد.
أما الضمير في ؟ ڑ؟(٥) فيعود على الله، أو يعود على البشر الموصوف بما تَقَدَّم، إن قدَّرنا الفعل معطوفاً على ؟ ؟؟. وأَمَّا إذا جعلناه معطوفاً على ؟ ؟؟ فالضمير يعود ؟ ؟ ؟.
وفي قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ چ چ چ چ ؟؟ (الجن: ١٨) اختلف المفسرون في تقدير معنى المصدر المؤول ؟؟ ؟ ؟؟، فنقل سيبويه(٦) عن الخليل أن المعنى: ولأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً، فحذف حرف الجر، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض، والجارُّ في الأصل متعلق بقوله ؟ چ چ؟.
وذهب الطبري(٧) إلى أن هذا المصدر ؟؟ ؟ ؟؟ معطوف على المصدر المتقدم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ ؟ أي: وأوحي إليَّ أن المساجد لله فلا تدعوا أيها الناس مع الله أحداً، ولكن أَفْرِدُوا له التوحيدَ».
وفي قوله تعالى: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ں؟ (البقرة: ٢٨٢) يبرز إشكال في فَهْمِ معنى الآية، وهو: كيف جُعِلَ ضَلالُ إحداهما علة لِتَطَلُّبِ الإشهاد ؟(٨)
وقد أجاب سيبويه(٩) جواباً محكماً عن هذا الالتباس فقال: «فانتصب، لأنه أَمَرَ بالإشهاد؛ لأَنْ تُذَكِّر إحداهما الأخرى، ومن أجل أن تُذكِّر».
(٢) المحرر الوجيز ٣/١٤٢.
(٣) البحر ٢/٥٠٧.
(٤) الكشاف ١/٣٧٨.
(٥) انظر: الدر المصون ٣/٢٨٢.
(٦) الكتاب ٣/١٢٧.
(٧) جامع البيان ٢٣/٣٤٠.
(٨) انظر: الدر المصون ٢/٦٦٠.
(٩) الكتاب ٣/٥٣.