ولم يرتض الفخر الرازي(١) تقدير سيبويه في آية السارق، ورَدَّه بوجوه منها: أَنَّا إذا جَعَلْنا السارق مبتدأ، وخبره مضمر، وهو الذي يقدِّره: فيما يُتْلَى عليكم، بقي شيءٌ آخرُ تتعلَّق به الفاء في قوله ؟؟؟. فإن قال: الفاء تتعلق بالفعل الذي دل عليه قوله: ؟؟ ؟؟، يعني أنه إذا أتى بالسَّرقة فاقطعوا يدَه. فنقول: إذا احتجتَ في آخر الأمر أن تقولَ: السارق والسارقة تقديره: مَنْ سرق، فاذكر هذا أولاً حتى لا تحتاج إلى الإضْمارِ الذي ذَكرْته.
وحَملَ سيبويه(٢) على مذهبه من هذا التفسير قولَه تعالى: ؟؟ ؟ ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک ؟ (سورة محمد - ﷺ -: ١٥) قال: «فإنما وُضِعَ المَثَلُ للحديث الذي بعده، فذَكَرَ أخباراً وأحاديث فكأنه قال: ومن القصص مثلُ الجنة، أو ممَّا يُقَصُّ عليكم مثلُ الجنة، فهو محمول على هذا الإضمار ونحوه».
وبناء على هذا فإنَّ قوله ؟؟؟ مبتدأ، خبره مقدَّر قبلَه، أي: ممَّا يُقَصُّ عليكم، وجملة ؟ڑ ڑ؟ تفسيرية للمثل. وقريبٌ من هذا تفسير النضر بن شميل للآية(٣)؛ لأنَّ التقدير عنده: مَثَل الجنة ما تسمعون.
وذهب الطبري(٤) إلى أنَّ ؟؟؟ في الآية بمعنى الصفة، وفسَّر الآية بقوله: صفة الجنة التي وُعِدَها المتقون، وهم الذين اتقوا في الدنيا عقابه بأداءِ فرائضِه واجتنابِ معاصيه، ثم يأتي الخبر ؟ھ ھ ھ ے ے ؟.
أما ابنُ عطية(٥) فقدَّر أول الكلام حرف الإنكار ومضافاً أي: أمثلُ أهل الجنة كمَنْ هو خالد؟ وقدَّر الزمخشري(٦) مضافاً في الخبر، أي: أمثلُ الجنةِ كمثل جزاءِ مَنْ هو خالد؟
ولا يصلح أن تكون جملة ؟ ڑ ڑ ؟ خبراً؛ إذ لا عائد من الجملة إلى المبتدأ.
(٢) الكتاب ١/١٤٣.
(٣) انظر: الدر المصون ٩/٦٩٠.
(٤) جامع البيان ٢١/٢٠٠.
(٥) المحرر الوجيز ١٥/٦٠.
(٦) الكشاف ٤/٣٢١.