واختلف المفسرون في تفسير قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟؟ (النساء: ١٧٠)، وبناء على اختلافهم في التفسير اختلفوا في إعراب ؟؟؟؛ وذلك لأن الإعراب تبع للمعنى، فذهب الخليل وسيبويه(١) إلى أن هذا مِمَّا ينتصِبُ على إضمار الفعل المتروكِ إظهارُه، وتقديره: وأْتُوا خيراً لكم، فقد حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه في الكلام، ولِعلْم المخاطب أنه محمول على أمر حين قال له انْتَهِ، فصار بدلاً من قوله: «ائت خيراً لك، وادْخُلْ فيما هو خيرٌ لك». واستشهد على ذلك بقول الشاعر(٢):
فواعِدِيه سَرْحَتَيْ مالكٍ أو الرُّبا بينهما أسهلا
وقد اختار هذا التفسير الزمخشري(٣)، وقال في تفسير الآية: «وذلك أنه لمَّا بعثهم على الإيمان وعلى الانتهاء عن التثليث، عُلِمَ أنه يحملهم على أمر، فقال: خيراً لكم أي اقصدوا، أو ائتوا أمراً خيراً لكم مما أنتم فيه من الكفر والتثليث».
وبهذا الوجه بدأ ابن عطية(٤) والقرطبي(٥)، وذهب أبو عبيدة(٦) والكسائي(٧) إلى أن المعنى: انتهوا يكن الإيمان خيراً لهم، واختاره ابن كثير(٨) والشوكاني(٩). وقد ردَّ بعضهم هذا المذهب(١٠) بأنَّ «كان» لا تحذف مع اسمها على هذه الصورة.
وذهب الفراء(١١) إلى أن تقدير المعنى: فآمنوا إيماناً خيراً لكم، فهو نعت لمصدر محذوف. ونقل القرطبي(١٢) تخطئة ذلك؛ لأنه يكون المعنى: انتهوا الانتهاء الذي هو خير لكم.
(٢) البيت لعمر بن أبي ربيعة، وهو في ديوانه ٣٤١. والمعنى: أن محبوبة الشاعر قالت لمرافقتها: واعدِيه أن يقصد ذاك المكان، وليأت أسهل الأمرين له.
(٣) الكشاف ١/٥٩٣.
(٤) المحرر الوجيز ٤/٣١٥.
(٥) تفسير القرطبي ٣/٢٠٢١.
(٦) مجاز القرآن ١/١٤٣.
(٧) الدر المصون ٤/١٦٤.
(٨) تفسير القرآن العظيم ١/٧٧٤.
(٩) فتح القدير ١/٦٣٣.
(١٠) انظر: الدر المصون ٤/١٦٤.
(١١) معاني القرآن ١/٢٩٥.
(١٢) تفسير القرطبي ٣/٢٠٢١.