وقد أخذ بهذا التوجيه طائفة من المفسرين من بعده(١)، وإن كان الإمام الطبري(٢) قدَّر ؟؟؟ معطوفاً على قوله ؟ ؟ ؟ من قوله ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟؟ ووَجَّه معنى ؟؟ ؟؟ إلى الملائكة، والمعنى: والمؤمنون منهم يؤمنون بما أنزل إليك يا محمد من الكتب، وبما أُنزل من قبلك من كتبي، وبالملائكة الذين يقيمون الصلاة. ومثل هذا التوجيه ذكره ابن قتيبة(٣).
ومن ذلك وصف النكرة ؟؟؟ (المائدة: ٩٥) بقوله ؟؟ ؟؟؛ وذلك لأنَّ بالغ الكعبة في معنى النكرة والتنوين(٤)، والإضافة فيه غير محضة؛ لأنه جاء وصفاً على فاعِل.
ومن ذلك رَفْعُ ؟؟؟ بعد أسماء منصوبة في قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (المائدة: ٦٩)، فخرَّجه سيبويه(٥) على أنه مبتدأ، وخبره محذوف؛ لدلالة خبر الأول عليه، والنية به التأخير، والتقدير: إن الذين هادوا مَنْ آمن منهم والصابئون كذلك. واستشهد على ذلك بقول الشاعر(٦):
وإلا فاعلموا أنَّا وأنتمْ بُغاةٌ ما بَقِينا في شِقاق
وقد عطفه ابن قتيبة(٧) على موضع: ؟؟ ؟ ؟؟ فموضعه رفع.
وخرَّج(٨) قوله تعالى: ؟؟؟ بالنصب من قوله: ؟؟ ؟ ؟؟ (المسد: ٤) مفعولاً به على الذم والشتم، وإن كان فعلاً لا يُستعمل إظهارُه، وذلك كقول الشاعر(٩):
طَليقُ الله لم يَمْنُنْ عليه أبو داودَ وابنُ أبي كثيرِ
ولا الحجَّاج عينَيْ بنتِ ماء تُقَلِّب طَرْفَها حَذَرَ الصُّقُورِ

(١) انظر: معاني القرآن للنحاس ٢/٢٣٨.
(٢) جامع البيان ٧/٦٨٣.
(٣) تأويل مشكل القرآن ٥٣.
(٤) انظر: الكتاب ١/١٦٦.
(٥) الكتاب ٢/١٥٥.
(٦) البيت لبشر بن أبي خازم، وهو في ديوانه ١٦٥، والإنصاف ١٩٠، وابن يعيش ٨/٦٩.
(٧) تأويل مشكل القرآن ٥٢.
(٨) الكتاب ٢/٧٠.
(٩) البيتان لإمام بن أقرم النميري، وهما في البيان والتبيين ١/٣٨٦. والشاهد قوله «عيني» منصوب على الذم؛ شبَّه عيني الحجاج بعيني بنت الماء.


الصفحة التالية
Icon