واستشكل سيبويه بعض الآيات التي يُنزل فيها غيرُ العاقل منزلَةَ العاقل، وهي: ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الأنبياء: ٣٣)، ؟؟ ؟ ؟؟ (يوسف: ٤)، ؟؟ ؟ ؟ ؟؟ (النمل: ١٨)، فسأل أستاذه الخليل عنها، فأجاب(١): بأنه بمنزلة ما يعقل ويسمع، لمَّا ذكرهم بالسجود، وصار النمل بتلك المنزلة حين حَدَّثْت عنه كما تُحَدِّث عن الأناسيّ، وكذلك ؟ ؟ ؟ ؟؟ لأنها جُعِلَت في طاعتها، وفي أنه لا ينبغي لأحد أن يقول: «مُطِرنا بِنَوْء كذا»، ولا ينبغي لأحد أن يعبد شيئاً منها، بمنزلة مَنْ يعقل من المخلوقين ويُبْصِرُ الأمور.
واختلف المفسرون في توجيه قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ - پ... ٹ ٹ ٹ ٹ - ؟ ؟ ؟ (الواقعة: ١٧_٢٢) في عطف ؟؟؟ المرفوع:
فذهب سيبويه(٢) إلى أن العطف مقدر على المعنى، ويعنون به أن العطف لا يجري على لفظ سابق، وإنما هو مقدَّر على معنى ما يتقدم بتأويل، قال: «ولما كان المعنى في الحديث على قوله: (لهم فيها)، حَمَلَه على شيء لا ينقض الأول في المعنى». ثم استشهد بطائفة من الشواهد الشعرية يجري فيها العطف على المعنى، نحو(٣):
يَهْدي الخميسَ نِجاداً في مطالعها إمَّا المصاعَ وإما ضَرْبةٌ رُغُبُ
وذهب طائفة من العلماء إلى ما ذهب إليه سيبويه كالطبري(٤)، وقدَّر قوله : ؟؟؟ على الابتداء، ورفعُه على معنى: وعندَهم حورٌ، أو لهم حور. أمَّا أبو حيان(٥) فقدَّر العطف بالمعنى بقوله: «هذا كله وحورٌ عين»، وقدَّر الزمخشري(٦): «وفيها حور».
أما أبو البقاء العكبري(٧) فقدَّر قوله: ؟؟؟ معطوفاً على قوله ؟؟؟ وقال: «يَطُفْنَ عليهم للتنعُّم لا للخدمة».

(١) الكتاب ٢/٤٧.
(٢) الكتاب ١/١٧٢.
(٣) البيت لمزاحم العقيلي، وهو في الكتاب ١/١٧٢، واللسان (مصع).
الخميس: الجيش. النجاد: ج نجد، وهو الطريق. والمصاع: المجالدة بالسيف. والرُّغُب: الواسعة. عطف المرفوع «ضربة» على المصدر المنصوب «المصاع».
(٤) جامع البيان ٢٢/٣٠٢.
(٥) البحر ٨/٢٠٦.
(٦) الكشاف ٤/٤٦٠.
(٧) التبيان ٢/٢٥٤.


الصفحة التالية
Icon