قال السمين(١): «أي: إنَّ الحور يَطُفْنَ عليهم بذلك، كما الولائد في الدنيا» وقال: «وهو للخدمة أبلغ؛ لأنه إذا خَدَمَهُم مثل أولئك فما الظنُّ بالموطوءات؟».
كما أجاز أبو البقاء(٢) أن يكون قوله: ؟؟؟ خبراً لمبتدأ مضمر، أي: نساؤهم.
المبحث الخامس: توجيه القراءات عند سيبويه
عني المفسرون بتوجيه القراءات، وكان لهم فيه ضربان من التصنيف، أحدهما: أن يذكر المفسر توجيه ما يذكره من القراءات، من خلال علوم التفسير التي ينثرها في الآية التي يُفسِّرُها، وجرى على ذلك معظم كتب التفسير كجامع البيان للطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، والبحر المحيط لأبي حيان، وغيرها.
والضرب الثاني من التصنيف: أن تختص كتبٌ بهذا التوجيه، فتعرض القراءة المتواترة أو الشاذة، ويمضي المؤلف في بيان وجهها ومعناها، وما استندت إليه من قواعد العربية، وقد جرى على ذلك طائفة من كتب التوجيه، كالحجة للفارسي، والحجة لابن زنجلة، والموضح لابن أبي مريم، وغيرها.
وقد عُني سيبويه في كتابه بتوجيه كثير من القراءات المتواترة والشاذة، وبيَّن معناها وما تؤول إليه في ضوء ما اختاره لها من استدلال، واستشهد على اختياره بطائفة من الشواهد الفصيحة؛ كالقرآن والشعر وأقوال العرب، وسوف نمثِّل لاختياره بطائفة من القراءات التي عَرَضَ لها لنطَّلع على منهجه في هذا الباب.
في قوله تعالى: ؟ ﷺdobe Systems ؟
( الأنعام: ٢٧)، قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير والكسائي وأبو بكر عن عاصم(٣) برفع الفعلين ؟ ﷺdobe Systems ؟ ؟ ﷺdobe Systems ؟.
وقد وقف سيبويه(٤) على هذه القراءة، وذهب إلى أن تقدير الرفع على معنيين:

(١) الدر المصون ١٠/٢٠٣.
(٢) التبيان ٢/٢٥٤.
(٣) السبعة ٢٥٥، التيسير ١٠٢، النشر ٢/٢٤٨.
(٤) الكتاب ٣/٤٤.


الصفحة التالية
Icon