قال الفارسي(١): «ويدل على صحة ذلك وجودته في المعنى: أنه قد جاء في التنزيل «لَعَلَّ» بعد العلم، وذلك قوله ؟پ پ ؟ ؟؟ (عبس: ٣). واستشهد بقول الشاعر(٢):
أَرِيني جواداً مات هُزْلاً لأَنني أرى ما تَرَيْنَ أو بخيلاً مُخَلَّداً
وقد أفاد علماء توجيه القراءات من هذا التخريج للقراءتين، وقوَّوا ما ذهب إليه(٣).
وفي قوله تعالى: ؟ ؟؟ ( النساء: ٤٠)، أشار(٤) إلى قراءتي
« يُضَعِّفْهَا» و؟؟؟(٥)، وذهب إلى أن المعنى فيهما واحد، وهما لغتان قال: «تجيء فَاعَلْتُ لا تريد به عَمَلَ اثنين، ولكنهم بَنَوا عليه الفعل كما بَنَوهُ على أَفْعَل. ولم يخرج مَنْ وجَّه القراءتين(٦) عن توجيه سيبويه؛ إذ يقال: أَضْعَفْتُ الشيءَ، وضعَّفْتُه، كما يقال: كرَّمتُ وأكرمتُ.
وخرَّج سيبويه(٧) اختلاف القراء في قوله: ؟ ؟ ؟؟؟ (الأنعام: ١٤١) بكسر الحاء وفتحها(٨) على أنها مصادرُ يجوز فيها فِعال وفَعال، ولم يَخْرُجوا عن توجيهه(٩).
(٢) البيت لحطائط بن يعفر أو حاتم في ديوانه ٢١٨، وهو في مجاز القرآن ١/٥٥، وابن يعيش ٨/٧٨٩.
(٣) انظر: جامع البيان ٩/٤٨٨، معاني القرآن للزجاج ٢/٢٨٢، الحجة لابن زنجلة ٢٦٥، الموضح
١/٤٩٢.
(٤) الكتاب ٤/٦٨.
(٥) قرأ ابن كثير وابن عامر ؟ يُضَعِّفْهَا ؟، وقرأ الباقون ؟ يُضَاعِفْها؟. انظر: السبعة ١٨٤.
(٦) انظر: الحجة للفارسي ٣/١٦١، الحجة لابن زنجلة ٢٠٣.
(٧) الكتاب ٤/١٢.
(٨) قرأ ابن كثير ونافع وحمزة والكسائي بكسر الحاء، وقرأ الباقون بفتحها. انظر: السبعة ٢٧١، التيسير ١٠٧.
(٩) انظر: الحجة للفارسي ٣/٤١٦.