وخرَّج سيبويه(١) اختلاف القراء في صرف ؟ ؟؟ وأمثاله من الأسماء التي تجري على القبائل والأحياء، وذهب إلى أنَّ صَرْفَها على أنها اسم للحي، فليس فيها إلا العلَمية، وذهب إلى أنَّ مَنْعَها على تقدير أنها اسم للقبيلة، ففيها علتا العلمية والتأنيث، ولم يَخْرُج عن تعليله مُوَجِّهو القراءات من بعده(٢).
وعلل سيبويه إثبات ياء ؟ ک؟ (الرعد: ٩) وحذفها عند القراء(٣)، فإثبات ياء المنقوص لأنه مُعَرَّف بأل غير منون، ومن العرب مَنْ يحذف الياء في الوقف، شبَّهوه بما ليس فيه أل، وفعلوا هذا لأن الياء مع الكسرة تُسْتَثقل كما تستثقل الياءات. وذهب موجِّهُو القراءتين إلى ما ذهب إليه(٤).
وخَرَّج قراءة «تلتقطه بعض السيارة»(٥) (يوسف: ١٠) على أن المذكَّر قد يكتسب التأنيث عند إضافته إلى مؤنث(٦)، كما خرَّج قراءة ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الأعراف: ١٨٦) بجزم «وَيَذَرْهُمْ»(٧)، قال(٨): «وذلك لأنه حمل الفعل على موضع الكلام لأن هذا الكلام في موضعٍ يكون جواباً؛ لأن أصل الجزاء الفعل، وفيه تعمل حروف الجزاء، ولكنهم قد يضعون في موضع الجزاء غيره». وهذا توجيه جمهور الذين وجَّهوا القراءة من بعده(٩).
المبحث السادس: حوار سيبويه مع علماء عصره في مسائل من التفسير

(١) الكتاب ٣/٢٥٢. وقد اختلف القراء في صرف ثمود ومنعه. انظر: السبعة ٣٣٧.
(٢) انظر: الحجة للفارسي ٤/٣٥٣.
(٣) قرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف، والباقون لا يثبتون الياء في وصل ولا وقف. انظر: السبعة ٣٥٨، وغاية الاختصار ١/٣٦٣.
(٤) انظر: الحجة للفارسي ٥/١٣، والموضح ٢/٧٠١.
(٥) وهي قراءة الحسن ومجاهد وأبي رجاء وقتادة. انظر: البحر ٥/٢٨٤.
(٦) الكتاب ١/٥١.
(٧) وهي قراءة حمزة والكسائي، وقرأ أبو عمرو وعاصم بالرفع والياء، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر بالرفع والنون. انظر: السبعة ٢٩٨، التيسير ١١٥.
(٨) الكتاب ٣/٩٠.
(٩) الموضح ٢/٥٦٧، الحجة لابن زنجلة ٣٠٤.


الصفحة التالية
Icon