وقد فسَّر الطبري(١) على ما فسَّر به سيبويه، فقال: «وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول أجابوهم بالمعروف من القول والسداد من الخطاب»، وأورد روايات مأثورة تفيد ذلك، وكذلك الزمخشري(٢)؛ إذ يقول: «أي: قالوا سداداً من القول يَسْلَمُون فيه من الإيذاء، والمراد بالجهل السَّفه».
وسأل سيبويه أستاذه الخليل عن قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الزمر: ٧٣) أين جوابها؟ وعن قوله: ؟ک ک ک گ گ گ گ؟ (البقرة: ١٦٥)، وعن قوله: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ (الأنعام: ٢٧)، فأجابه بجواب ينسحب على الآيات كلها، فقال(٣): «إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر الجواب في كلامهم؛ لعِلْمِ المخبِر لأي شيءٍ وضع هذا الكلام؟»(٤).
وسأل سيبويه(٥) أستاذه عن قوله تعالى: ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ (القصص: ٨٢)، فأجابه بأنها: ؟ وي ؟ مفصولة من ؟ كأن ؟، والمعنى وقع على أنَّ القوم انتبهوا، فتكلَّموا على قَدْر عِلْمِهم، أو نُبِّهُوا فقيل لهم: أما يشبه أن يكون هذا عندكم هكذا ؟» قال سيبويه(٦): «وأَمَّا المُفسِّرون فقالوا: ألم تَرَ أنَّ الله».
وقد أسند الطبري(٧) هذا القول الذي نسبه سيبويه للمفسرين إلى قتادة، ثم صححه، وأشار إلى القول الذي نقله سيبويه عن الخليل.
ونقل سيبويه تفسير أبي عمرو بن العلاء لقوله تعالى: ؟ہ ہ ہ ھ ھھ؟ (فاطر: ١)، إذ يقول(٨): «كأنك قلت: أولي أجنحة اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة»، وقد ذكر الطبري(٩) هذا القول، ونسبه إلى بعض البصريين.

(١) جامع البيان ١٧/٤٩٣.
(٢) الكشاف ٣/٢٩١.
(٣) الكتاب ٣/١٠٣.
(٤) انظر: القرطبي ١/٥٨٥.
(٥) الكتاب ٢/١٥٤.
(٦) الكتاب ٢/١٥٤.
(٧) جامع البيان ١٨/٣٣٩، وانظر: تفسير ابن أبي حاتم ٩/٣٠٢٢، ومجاز القرآن ٢/١١٢، ومعاني القرآن للفراء ٢/٣١٢.
(٨) الكتاب ٣/٢٢٥.
(٩) جامع البيان ١٩/٣٢٦.


الصفحة التالية
Icon