والاعتزاز بأشخاصهم وما يتعلق بها. إنما يتوارى شعورهم بأنفسهم ليملأها الشعور باللّه، ومنهجه في الحياة. أولئك الذين لا يقيمون لهذه الأرض وأشيائها وأعراضها وقيمها وموازينها حسابا. ولا يبغون فيها كذلك فسادا. أولئك هم الذين جعل اللّه لهم الدار الآخرة. تلك الدار العالية السامية.
«وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» الذين يخشون اللّه ويراقبونه ويتحرجون من غضبه ويبتغون رضاه. (١)
وفي التفسير الوسيط :
"وهكذا يسوق لنا القرآن في قصصه العبر والعظات، لقوم يتذكرون، فمن قصة قارون نرى أن كفران النعم يؤدى إلى زوالها، وأن الغرور والبغي والتفاخر كل ذلك يؤدى إلى الهلاك، وأن خير الناس من يبتغى فيما آتاه اللّه من نعم ثواب الآخرة، دون أن يهمل نصيبه من الدنيا، وأن العاقل هو من يستجيب لنصح الناصحين، وأن الناس في كل زمان ومكان، منهم الذين يريدون زينة الحياة الدنيا، ومنهم الأخيار الأبرار الذين يفضلون ثواب الآخرة، على متع الحياة الدنيا، وأن العاقبة الحسنة قد جعلها - سبحانه - لعباده المتقين، وأنه - سبحانه - يجازى الذين أساءوا بما عملوا، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى. (٢)
وقال الشعراوي :
(٢) - التفسير الوسيط للقرآن الكريم لطنطاوي - (١٠ / ٤٤١)