ونحن لا نميز الخفيف من الثقيل بالعين أو اللمس أو الشم إنما لا بُدَّ من حملة للإحساس بوزنه..........
وقلنا: إن هذه الحاسة هي حاسة العَضَل، فالحملْ الثقيل يُجهد العضلة، فتشعر بالثقل، على خلاف على حملتَ شيئاً خفيفاً لا تكاد تشعر بوزنه لخفْته، ولو حاولتَ أنْ تجمع أوزاناً في حيز ضيق كحقيبة (هاندباج) فإن الثقل يفضحك؛ لأنك تنوء به.
والعُصْبة: هم القوم الذين يتعصَّبون لمبدأ من المبادئ بدون هَوىً بينهم، ومنه قول إخوة يوسف:﴿ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَ ى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ... ﴾[يوسف: ٨].
إنها كلمة حق خرجت من أفواههم دون قصد منهم؛ لأنهم فعلاً كانوا قوةً متعصبين بعضهم لبعض في مواجهة يوسف وأخيه، وكانا صغيرين لا قوةَ لهما ولا شوكة، وكانوا جميعاً من أم واحدة، ويوسف وأخوه من أم أخرى، فطبيعي أن يميل قلب يعقوب عليه السلام مع الضعيف.
وقالوا: العصبة من الثلاثة إلى العشرة، وقد حددهم القرآن بقوله:﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً.. ﴾[يوسف: ٤] وهم أخوته ومنهم بنيامين﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ.. ﴾[يوسف: ٤] أي: أباه وأمه. فمن هاتين الآيتين نستطيع تحديد العصبة.
وبهذا التفكير الذي يقوم على ضم الآيات بعضها إلى بعض حَلَّ الإمام علي - رضي الله عنه - مسألة تُعدُّ معضلة عند البعض، حيث جاءه مَنْ يقول له: تزوجت امرأة وولدتْ بعد ستة أشهر، ومعلوم أن المرأة تلد لتسعة أشهر، فلا بُدَّ أنها حملت قبل أنْ تتزوج.